٠١‏/٠٣‏/٢٠٠٧

هل تحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية يقضي على الأمل في قيام دولة فلسطينية مستقلة؟


نشرت الجزيرة نت اليوم خبرا عن مبادرات فلسطينية لتحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية


سكان من قرية الكفرين المهجرة في إسرائيل (الجزيرة نت)


وجاء في الخبر أن جمعيات حقوقية وأهلية فلسطينية داخل أراضي 48 أطلقت تصورات ووثائق سياسية تطالب بتغيير شكل إسرائيل وجعلها دولة ثنائية القومية, في الوقت الذي تنشط فيه الدولة العبرية لبلورة دستور جديد

وهذا الكلام مهم جدا مناقشته والأخد والعطا بشأنه حيث أنه حديث لا ينفصل عضويا عن جوهر القضية الفلسطينية وهي قضية شعب بلا دولة ولا وطن وأعداد ضخمة من الفلسطينيين اللاجئين في العديد من الدول العربية وحلم الدولة الفلسطينية المستقلة التي تصير وطنا لفلسطينيي الأرض المحتلة جنبا إلى جنب مع فلسطينيي الشتات

هل طرح فكرة دولة ثنائية القومية هو حل مقبول للقضية؟ وهل هو حل فئوي لفلسطينيي 48 الذين يطلق عليهم "عرب إسرائيل" بتضمينهم كمواطنين كاملي المواطنة في دولة مدنية ديمقراطية؟ وهل هذا الحل يخدم القضية الفلسطينية عموما باعتباره "حلا جزئيا" لقطاع مهم من الشعب الفلسطيني الذي فرضت عليه الظروف منذ 1948 العيش والتعايش داخل كيان الدولة العبرية وربما كان خطوة في طريق حل القضية الفلسطينية حلا شاملا ونهائيا؟

جاء في متن الخبر الذي نشرته الجزيرة منذ ساعات قليلة أن أحد المراكز الحقوقية وهو
المركز الحقوقي (عدالة) في أراضي 48
أصدر مقترحا لدستور بديل لإسرائيل أطلق عليه "الدستور الديمقراطي" يقوم على أساس تحويلها لدولة ديمقراطية ثنائية اللغة ومتعددة الثقافات.
ويعتمد الدستور المقترح على المبادئ الكونية والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، وتجربة الشعوب ودساتير دول ديمقراطية مختلفة.
ويضيف الخبر أن القائمين على المشروع يرون أن فلسطينيي 48 ليسوا قوى أصيلة فحسب بل هم أصحاب وطن له لغته وثقافته وحضارته وتاريخه وأرضه, وأن الدستور جاء ليضمن احترام حريات الفرد وحقوق جميع المجموعات بشكل متساو

وبالطبع هذا الكلام جيد موضوعيا ولكن في أي إطار يتحدثون عن وطن له هويته وثقافته الخاصة؟ هل إطار الدولة العبرية ثنائية القومية القائمة على دستور مدني ديمقراطي هو إطار مقبول لدى فلسطينيي الأرض المحتلة وأيضا فلسطينيي الشتات؟ إنني لا أدعي أن لدي حكما جازما بشأن هذه المبادرة - الهامة ولا شك - ولكنني أعتقد أن هذه الخطوة لا يصح أن تؤخذ بشكل منفرد من قِبل فلسطينيي 48 وخصوصا في ظل الصراع الداخلي الدائر بين القوى السياسية والعسكرية داخل الأمة الفلسطينية العتيدة .
ويمضي الخبر موضحا أن القائمين على الاقتراح الذي استمر العمل على إعداده نحو عامين, أوضحوا أنه يتضمن 63 بندا ويشمل أسس نظام الحكم والحريات الأساسية من حرية تملك وتوزيع الأراضي والحقوق الاجتماعية والاقتصادية.


ما يقلقني في هذا الخبر وتبعاته - المحتملة - أنه ربما يكون ليس في مصلحة القضية الفلسطينية على الوجه الأعم وأخشى أن يكون فلسطينيو 48 قد قرروا "أن يتصرفوا بمعرفتهم" في حل فئوي يضمن لهم مواطنة كاملة غير منقوصة في دولة عبرية "مدنية ولربما كان هذا "الحل" - غير المقبول بالمناسبة في الداخل الإسرائيلي - حلا يدمر حلم الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وهو بالتأكيد ما لا يفيد القضية الفلسطينية على الإطلاق

ربما أكون مخطئا تماما في قراءتي للموضوع لربما لا أكون قد فهمت الموضوع جيدا وربما كان خطوة إيجابيا لذلك فمناقشاتكم بشأن الموضوع مهمة ومفيدة جدا في هذا السياق ولنتذكر جميعا أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية أمن قومي مصري ومهما بات دور الدولة سلبيا من القضية مؤخرا إلا أن موقفنا كمصريين وعلى المستوى الشعبي لابد أن يبقى دائما دورا فاعلا ومؤثرا في هذه القضية التي أرى أنها الأهم على الصعيد الإقليمي ولابد من تفعيل دورنا - على الأقل الشعبي - في مساندة قضية الشعب الفلسطيني ودولته العتيدة

ومرحبا بكل الآراء والمناقشات حول الموضوع

هناك ١٠ تعليقات:

tota يقول...

الحج جرجس
فى ظل الوضع الراهن وغياب العدالة الدولية باتت فكرة انشاء دولة فلسطينية مستقلة بذاتها امر صعب وغير متوقع حدوثه برغم كل المحاولات السلمية وغير السلمية على مدى السنوات السابقة
لا اعرف هل قبول هذه الفكرة يعتبر تجنى على الشعب الفلسطينى الحر وانه بقبول هذه الفكرة تجهض تماما فلسطين كدولة عربية مستقلة
ام بقبول هذه الفكرة يتوقف الموت والدمار المستمر والدماء المستباحة وهل بعد تحقيق هذه الفكرة سوف يعود اللاجئون الفلسطينيون لتعمير الارض المشتركة مرة اخرى
هل القبول معناه اعتراف ضمنى بموت فلسطين وقيام دولة اسرائيلية يقطنها فلسطينيون
حاولت ان ارجح كفة الفكرة فلم استطع تقبلها نفسيا وربما لانى لا اعايش الدمار هناك وربما كان هذا امل بعضهم فى العيشة مرة اخرى بدون قصف نار وتهديد بالموت او الاعتقال كل لحظة
لا اعرف
تحياتى

alnadeem يقول...

مساء الورد أولا

بص يا معلم
تحويل الكيان المحتل إلي دوله ثنائيه القوميه هو طبعا في صالح الفلسطينين
وفي صالح اليهود أنفسهم أيضا
أنا عارف ان رأيي ده مفاجيئ للجميع
لكن خلينا نفكر بمنطقيه
مشكلتنا مع إسرائيل هي انها كيان عنصري محتل وغاصب لأراضي الشعب الفلسطيني
طيب إذا افترضنا جدلا ان هذا الكيان تخلي عن عنصريته وأصبح دوله عاديه وطبيعيه ليست قائمه علي أي مفاهيم عنصريه
دوله تتساوي فيها حقوق العرب واليهود
المسلمين والمسيحين
أؤكد لك أن هذا بمفرده كفيل بضرب الفكره الصهيونيه تماما
وطبعا مع الخلل الديموغرافي اللي هيحصل بسبب النمو الكبير والزياده المؤكده لعدد السكان العرب عن اليهود سيصبح العرب هم الأغلبيه وااليهود أقليه في غضون سنوات قليله
وانت عارف كويس ان الأغلبيه بتنفرض كلمتها
يعني هتبقي خلصت
مش هيبقي في حاجه اسمها إسرائيل
هتدوب وتتبخر
وبالمناسبه كمان إسرائيل نفسها بيرعبها هذا التصور
عشان كده طول الوقت قاعده تستضيف جنسيات من طوب الأرض وتجنسهم بالجنسيه الإسراءيليه حتي لو ما كا نوش يهود
يا رب تكون فكرتي وضحت
إسرائيل لا يمكن تقبل دوله ثنائيه القوميه يا زعما

مراقب مصري يقول...

رفيقة الفكر الست توتا

ما هو اللي بتقوليه ده هو اللي أنا بفكر فيه... مش قادر أقبل أو ارفض المبادرة اللي اتعملت... بس فعليا الموضوع مربك جدا... نفسي نسمع من عشتار ومن أم العيال ومن حفصة كمدونات فلسطينيات آراءهن وكذلك من أطراف مختلفة من المهتمين بالقضية أراءهم إيه في الموضوع... أنا مش قادر أميل لكفة معينة ولكن يبدو أن تحليل عمر هو ما يلمس لب الموضوع إن إسرائيل عمرها ما هتقبل بالوضع ده لأنها عارفة إن ده هيعني نهايتها بحكم واقع الديموقراطية الذي يقول وان مان وان فوت أي صوت لكل مواطن ومع زتيد أعداد "المواطنين" العرب داخل "دولة" إسرائيل الديمقراطية العتيدة تلك سيؤدي إلى زوال الكسان الصهيوني تماما والحلم الصهيوني بأكمله وهو ما لن يقبوه على الإطلاق طبعا
---------------

والسؤال للزعيم الآن
هل هذه المبادرة هي مجرد مناورة تكتيكية لفضح موقف إسرائيل من مدنية الدولة والديمقراطية وهل هذه المناورة (إن صح تسميتها هكذا) تخدم القضية الفلسطينية وخصوصا في الوقت الحالي حيث الحرب "شبه الأهلية" الدائرة بين الفصائل؟
التاريخ بيقول إيه يا زعيم في النقطة دي؟

كلبوزة لكن سمباتيك يقول...

فاكر زمان لما كنا ناخذ العيدية في العيد كان اخويا يقولي

حطي فلوسي على فلوسك و يبقى معانا فلوس كتير نعمل بيها اللى نفسنا فيه
و كانت فكرة الفلوس الكتير بتسيطر عليا و بنسى اني اناقش نقطة اللي نفسنا فيه ده يطلع اية
لان اكيد اللي نفسي انا فيه غير اللي نفسه هو فيه

و بالفعل كان ياخد فلوسي و يروح ياجر عجل و يفرتكها و ارجع اعيط لماما


نفس الفكرة عايزة تعملها اسرائيل
تعالى نندمج و نبقى دولة ثنائية
احنا نعمل اللي احنا عايزينه و انتم نطلع ترابتيت اهلكم

يا حج دي فكرة اسرائيلية بنت ستين ديرتي
-----

تعالى عندي
عايزاك ضروري
ايدك معانا

karakib يقول...

يا سلام يا سلام
القذافي كان أول واحد و صاحب فكرة أسراطين
دولتين مندمجتين اسرائيل + فلسطين = أسراطين
------------------
تفتكر ينفع !!؟
في رأيي
أكيد أكيد أستحاله

دماغ ماك يقول...

بكره محاكمة اسلام نبيه
شوف التفاصيل عندي
سلام
www.demaghmak.blogspot.com

مراقب مصري يقول...

كلبوزتنا الرائعة السمباتيك

أنا رأيي من رأيك بس عمر قناوي اللي دارس تاريخ وفاهم الفولة بيقول إن طبعا إسرائيل مش ممكن أصلا تقبل بالحل ده لأن فيه نهايتها... والمشكلة إن الخبر نفسه بيقول إن إسرائيل رفضت المقترحات الفلسطينية دي
-----
الحملة بتاعة الأقصى رائعة وأنا بعتت بالفعل بعد ما اطلعت على الحملة إيميل على العنوان وف أقرب فرصة عانزل بوست عن الموضوع
==============

كراكيب العزيز

شفت الراجل القذافي اللي حسني كان بيقول عليه مجنون؟ أهو يا سيدي طلع سيد العاقلين كمان... ههههههه ما اهو أصل العقل دا والجنان حاجة نسبية

نهاره إشطة
================

ماك العزيز

نتقابل الصبح بقى يا زعيم في المحكمة

zenzana يقول...

من الاخر يا حاج جرجس
طبعا انا مع رأي الزعيم

هو الفكرة مش جديدة بدأت من سنة 1936 كان في اتصالات ما بين عرب ويهود (مش عنصرية كلمة يهود ولكنها الكلمة المستخدمة قبل قيام اسرائيل)لكن
اسرائيل في مركز قوة ايه اللي يجبرها علي تقديم تنازل خطير والموافقة علي دولة ثنائية القومية
ممكن ترجع لكتابات كتير ناقشت الفكرة
او ع الاقل ارجع لمقال ليه في مجلة مختارات اسرائيلية مركز الاهرام الاستراتيجي عام 2000
مش فاكرة الشهر
او ممكن اجيب لك العدد

مراقب مصري يقول...

العزيزة زنزانة

بالطبع أتفق معك في رأيك والقضية إن إسرائيل سنة 36 كانت هي الشعب اللي بلا وطن اللي بيدور على وطن ودولة النهاردة بقى الوضع اختلف فلو قبلوا بمدنية الدولة وبثنائية القومية سيجدوا أنفسهم أقلية في تلك الدولة بعد عقد أو عقدين من الزمان... في الآخر فيه حالة من الهشاشة الغريبة في المواقف الإقليمية عموما وتفتت مرعب داخل الأنظمة السياسية العربية عامة والفلسطينية خاصة وكل دا في الآخر بيخدم على المصلحة المباشرة للدولة العبرية والمخطط الصهيوني... ولا أعرف أين الطريق حقا لحل هذه الأزمة... اللي عندو حل يا ريت يقولهولي

غير معرف يقول...

مدونة القاضي العربي Fabulass
www.fabulassworld.blogspot.com

------------------

الصحف الخليجية
www.arabiangulfnewspapers.blogspot.com

لكي لا ننسى دم أحمد علي مبروك