تحديث هام
بعد أن رفض الأقباط قبول اعتذار عمارة وإصرارهم على مواصلة الدعوى القضائية ضده
وزارة الأوقاف تقررسحب الكتاب من الأسواق وإعدام جميع نسخه
والتبرؤ من تصريحات مستشار الوزير المحرضة على الفتنة
لم تهدأ ولم تنته بعد أزمة الكتاب المثير للجدل الذي أصدرته وزارة الأوقاف من تأليف الكاتب الإسلامي المعروف الدكتور محمد عمارة والذي أقر فيه قولا واقتباسا بتكفير المسيحيين وإباحة دمهم ومالهم وهو الحدث التي ردت عليه الدوائر القبطية بإبلاغ النائب العام ضد عمارة والمطالبة بسحب الكتاب من الأسواق
نشرت جريدة الكرامة الصادرة يوم الثلاثاء 16 يناير 2006 خبر رفض الأقباط لاعتذار عمارة عما ورد بكتابه من تكفير للأقباط والحكم بإباحة دمهم ومالهم متعللا بحجة "السهو والنسيان" والمطالبة بتحويل عمارة إلى المحاكمة الجنائية. وجاء في الخبر أن محامي الكنيسة الدكتور نجيب جبرائيل رفض سحب البلاغ الذي تقدم به للنائب العام يوم الثلاثاء الماضي ضد الدكتور محمد عمارة بسبب العبارات التي وردت في كتابه "فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية" والتي طالبت بسفك دم الأقباط واليهود وتكفيرهم، وذلك على الرغم من الاعتذار الذي قدمه عمارة مؤكدا أنه غير مقبول لأنه يزدري بالمسيحية في العديد من كتاباته وأن هذه ليست المرة الأولى
وفي تصعيد جديد للقضية قررت وزارة الأوقاف الجهة المصدرة للكتاب - والتي كانت أولا قد دافعت عن الكتاب وكاتبه- سحب جميع نسخ الكتاب من الأسواق وإعدامها وجاء في بيان الوزارة الذي نشره موقع إيلاف مساء أمس الخميس 18 يناير أن قرار سحب الكتاب المذكور من الأسواق وإعدام جميع نسخه، يأتي في إطار حرص وزارة الأوقاف على عدم المساس بمشاعر ومعتقدات الأقباط في مصر، ورفضها بشكل قاطع أي إساءة بأي صورة من الصور لأي فرد منهم
واقرأ أيضا النص الكامل لمقال محمد الباز بجريدة الفجر هنا
ويبقى السؤال قائما... هل هذا الملف يجب أن يغلق - من خلال التهدئة - كما طالب بيان وزارة الأوقاف أم أنه ملف يحتاج إلى الحسم في المواجهة والمعالجة الجذرية باستئصال جذور التطرف الديني والترسيخ للمجتمع المدني ومبدأ المواطنة؟ السؤال يحتاج إلى إجابة... فأين العقلاء الذين يملكون الإجابات؟؟؟
=====================================
لم أكتب قبلا - ولن أكتب أبدا - من منظور طائفي. وحتى وأنا أناقش هذا الموضوع الكارثي لا أناقشه من منطلق كوني مسيحي الديانة بل أكتبه من منطلق كوني مصريا وطنيا يؤمن بالوطن، وإنسانا قبل كل شيء يقدس حق الإنسان في الحياة والحرية. أكتب على خلفية قاتمة رسخها مجتمع يرضع أبناءه الكراهية ويتنفس أهله الرياء ويرزح تحت نير الفصامية المفزعة التي لا تجد لها مثيلا في شتى أنحاء المعمورة. أكتب بقلم دامٍ وبأعصاب عارية وبجرح نافذ إلى عمق ذلك العضو النابض بالدم المسمى القلب. عن وطن منسحق بين مطرقة الاستبداد السياسي وسندان الهوس الديني أكتب، وكتابتي هي دمي المسال على الورق وهي كرامتي المنداسة على أرض الوطن
أكتب اليوم عن أحد رواد مدرسة البلطجة الفكرية "المستنيرة" وفحل من فحول "الاعتدال" الديني المتطرف! عن محمد عمارة الكاتب الإسلامي الذي عاش سلسلة من التحولات الفكرية وقد مر بأطوار من الماركسية إلى الاعتزال فالسلفية إلى غير ذلك
إنه محمد عمارة أحد أشد غلاة التطرف الإسلامي وتحديدا أحد أكثر المعادين للمسيحية والمزدرين لها في كتبه ومقالاته العديدة وعلى الأخص ما بات ينشره على مدى نحو ثلاثة أعوام على صفحات جريدة الأخبار. وبالطبع نعلم أن ازدراء الأديان "السماوية" (والمسيحية هي أحد هذه الأديان لمن لا يعلم) هي جريمة يعاقب عليها قانون الدولة (ربما لا يعترف عمارة بالقانون الوضعي؟ هذه قصة أخرى). تاريخ محمد عمارة هذا ملطخ بالعديد والعديد من الكتابات التي تعد خطابا يحض على الكراهية ويبث الفرقة بين أتباع الديانتين الرئيسيتين في مصر، الإسلام والمسيحية.
لمحة من تاريخ كتاباته الأسود
نذكر من تاريخ عمارة الأسود هذا قطرة من بحر هي الأزمة الشهيرة التي تسببت فيها مقالاته بجريدة الأخبار (وهي جريدة ينفق عليها من أموال ضرائب أقباط مصر ومسلميها وتمتلكها الدولة) والتي ازدرى فيها من عقيدة المسيحيين ومن كتابهم المقدس إذ يقول عمارة هذا في مقال له بالأخبار يوم الجمعة 21 مايو 2004 ما نصه:
ـ" فمن المقبول أن نجد معظم المسيحيين الشرقيين وقد تحولوا للإسلام لأنهم وجدوا فيه تعبيرا عن التوحيد أكثر ملاءمة لعقليتهم الواضحة أكثر مما وجدوا في المسيحية" وأيضا " وعن تمييز القرآن وامتيازه أنه وحي... أي كلام الله الذي لم يصبه تحريف ولا تعديل ولا تبديل... تميزه وامتيازه عن التوراة والإنجيل" ويقول كذلك " لو أحتفظ يهود العصر ومسيحيوه بيهوديتهم ومسيحيتهم في حالة نقاء لاعترفوا بالرسالة التي ألقاها الله إليهم عن طريق محمد"ـ
وبالطبع لا يندرج هذا تحت بند الدعوة... فالدعوة – لأي دين - لا علاقة لها بالطعن في أديان الآخرين والازدراء بها. ولو أننا أقرينا بمبدأ التراشق العقائدي وإظهار التفوق العقلاني والمنطقي لكل دين على الآخر – وهي لعبة سهلة جدة ورخيصة جدا - بين أصحاب الديانتين وفتحنا الباب أمام دعاة الكراهية الدينية من الفرقتين لتوجب علينا أن نقبل بالخطاب المحرض على الكراهية الذي يبثه زكريا بطرس على قناة الحياة ولدعونا لتعميم تجربته في مصر أيضا وعلى منابر الجرائد القومية والمستقلة – وهو أمر نرفضه تماما كما نرفض تداول أحاديث الكراهية التي يبثها أمثال عمارة – فزكريا بطرس أيضا يدعي أنه يبحث بحثا علميا وعقلانيا وموضوعيا بينما هو يبث كراهيته الواضحة للإسلام وللمسلمين
وفي تلك الأزمة (أزمة مقالات الأخبار التحريضية عام 2004) وبعد تصاعد احتجاجات الاقباط وقيام بعض الكتاب المسلمين المستنيرين بالتهديد بالطعن في عضوية الكاتب في اتحاد الكتاب تراجع د. عمارة وقدم توضيحا اعتذاريا قال فيه انه لم يقصد الاساءة الي مشاعر الاقباط ولا الي تأجيج فتنة طائفية (ما أسهل وأرخص الاعتذارات في مجتمع مراءٍ كمجتمعنا)ـ
نحن إذن لسنا بصدد التعاطي مع أزمة عابرة بطلها محمد عمارة وإنما في مواجهة مع عقلية ومنهجية متكاملة يمثلها عمارة هذا... عمارة لا يحب المسيحيين ولا يحترم عقائدهم بل هو دائم التعبير عن حقده غير الخفي نحو الدين المسيحي وأتباع هذا الدين الذين يمثلون عشرة ملايين مواطن – على الأقل - من مواطني مصر. إن هذه العقلية الطائفية المتطرفة التي يمثلها عمارة "المستنير" هي أحد أكثر الأزمات كارثية بين الأزمات التي يعاني منها هذا الوطن المثقل بالأزمات والكوارث، وهذا الخطاب الذي يحض على كراهية المسيحيين واحتقارهم – بل والدعوة إلى قتلهم – ينذر بكوارث لا طاقة لهذا الوطن الجريح بها، بل هو ينذر باحتمالات حرب أهلية حقيقية تسيل بموجبها الدماء وفق تصور وفتوى وتنظير هذا "المستنير المعتدل"!! لذلك أفيقوا قبل أن تقع الواقعة وما أدراك ما الواقعة!!ـ
الكتاب الأزمة
تجددت من جديد أزمات عمارة مؤخرا بعد صدور كتابه الأخير "فتنة التكفير بين الشيعة.. والوهابية.. والصوفية" والذي ورد فيه فقرات تعلن صراحة أن النصارى هم كفار وملحدون ومن ثم فيستباح دمهم ومالهم ويحض الأمة الإسلامية على أن تجمع على تكفيرهم.
الكتاب أصلا ليس عن تكفير المسيحيين وحكم الشرع في تكفيرهم، بل هو مكتوب في سياق يرفض فيه التكفير – بين المسلمين وبعضهم البعض على اختلاف طوائفهم – إذ يقول في مستهل كتابه أن نزعة التكفير تقصم وحدة الأمة وتفصم العرى والوشائج ... إلخ
إذا كان هذا هو المستنير فما بالك بالمتطرفين
النصوص التكفيرية بالكتاب (جسم الجريمة)ـ
وفي الوقت الذي يبتغي فيه نبذ التكفير المتبادل بين الطوائف الإسلامية فهو يمد غطاء التكفير ليشمل الجميع ما عدا المسلمين بالطبع – على الرغم من أن ثمة إقرار قرآني بإيمان أهل الذمة بالله الواحد بالرغم من عدم إيمانهم برسول المسلمين – المهم... في سياق تكفيره لغير المسلمين على اختلاف مشاربهم "نطح" العلامة الكبير والمعتدل المستنير في المسيحيين إذ يقول نصا:
ـ"اليهودي والنصراني كافران لتكذيبهما الرسول عليه الصلاة والسلام... ومن ثم يحكم عليهما بالكفر – الذي هو حكم شرعي كالرق – ومعناه إباحة الدم والحكم بالخلود في النار وإدراكه شرعي فيدرك إما بنص أو بقياس على منصوص... فقد وردت النصوص في اليهود والنصارى، والتحق بهم البراهمة والزنادقة، فإنهم مكذبون للرسول، فكل كافر مكذب للرسول، وكل مكذب فهو كافر"
رد الفعل القبطي
قدم كل من القمص مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة (وهو قنبلة موقوتة لمن لا يعلم) والمستشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان بلاغا ضد عمارة محددين فيه الاتهامات كالتالي:
ـ وصف المسيحيين بالكفر
ـ وصف النصارى – المسيحيين يعني – ومساواتهم بالزنادقة وعبدة الأوثان
ـ مطالبته باستباحة دمهم ومالهم في الحياة
ـ الحكم عليهم بأنهم مخلدون في النار
ـ النسب إلى الأمة والتكلم على لسانها بأنهم يكفرون المسيحيين والتأكيد أن هذا هو الأصل
اعتذار معيب
فور علمه بالبلاغ المقدم ضده أمام النيابة العامة من شخصيات تمثل جموع الأقباط تراجع محمد عمارة عن موقفه وقدم اعتذارا للصحف جاء فيه أن عبارة "إباحة الدم"، ليست للمؤلف، وإنما نقلها ضمن تعريف "الكفر" للإمام أبي حامد الغزالي وبالتالي فإن الأمر لا يخرج عن دائرة "السهو والنسيان" ولكنه أضاف أن الضرر الذي لحق بالغير بسبب نشر هذه الكلمات استوجب منه الاعتذار الواضح والحاسم والصريح
وبالطبع من غير المعقول ومن غير المقبول تصديق مثل هذا الاعتذار الذي يزيد الطين بلة ويدين صاحبه أكثر مما يبرره، فمن غير المعقول أن كاتبا بحجم محمد عمارة وهو الكاتب ذو الخلفية الماركسية والتاريخ المتجذر في التحولات الأيديولوجية، أن يصدر عنه مثل هذا "السهو والنسيان" أو الاقتباس غير المدقق عن أبي حامد الغزالي بحجة أن حجة الإسلام الغزالي لا يُراجَع
كارثة فكرية حقيقية يكشف عنها الاعتذار
الكارثة الحقيقية في هذا الاعتذار أنه في واقع الأمر يؤكد لنا أن تكفير المسيحيين وإباحة دمهم كحكم شرعي – بنص كلمات الكتاب – ليس أمرا جديدا في الإجماع الإسلامي بدليل تأكيد حجة الإسلام أبي حامد الغزالي عليه وهو ما يقوض تماما فكرة أن الإجماع التقليدي يرسخ لمفاهيم التسامح وقبول الآخر وكل هذا اللغو الذي لا طائل من ورائه. وبناء عليه فإن هذا يؤكد ما طرحناه مرارا من ضرورة تنقية التراث الديني مما فيه من لطخ سوداء حقيقية وواقعية هي بمثابة الجذر العفن لشجرة الكراهية الطائفية المتأصلة في مجتمعنا بشكل بات يهدد أمننا القومي بالفعل
ما كتبه عمارة يدعو الفعل لحرب أهلية في مصر
بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم
صدق السيد المسيح إذ قال يوما انه بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم. ففي الماضي القريب جدا وجدنا رجالات الدعوة الإسلامية والمشايخ والشعوب الإسلامية تقف على قدم وساق وتتظاهر وتقوم بأعمال عنف في شتى أنحاء العالم بسبب تصريح أخرق من رجل تجاوز حدود أدب الحوار هو بندكت بابا روما والرئيس الأعلى لكاثوليك العالم والذي "اقتبس" فيه "أيضا" عن أحد أباطرة العصور الوسطى قولا يسيء إلى الإسلام ونبيه، وهو ما لم يقبله المسلمون في العالم كله – وعندهم حق – ولم يقبلوا اعتذار بندكت المعيب "أيضا" بحجة أن ما قاله كان "اقتباسا" عن آخر ودللوا على ذلك بمقاطع وردت على لسانه هو تسيء إلى الإسلام دون اقتباس عن أحد
محمد عمارة كذاب واعتذاره كاذب
وعلى القياس فإن الأستاذ محمد الباز – في جريدة الفجر - في تحقيقه للكتاب الفضيحة أكد على عدة مقاطع من صلب الكتاب نفسه يعبر فيها عمارة عن رأيه الشخصي – دون اقتباس من أحد – في أمر تكفير غير المسلمين ومن ثم الحكم الشرعي بإباحة دمهم، إذ يأتي في نص الكتاب عن لسان الكاتب (في الصفحة 38 من الكتاب من السطر السابع) ما يلي: ـ
"وأنا أقول (عمارة نفسه هو الذي بيتكلم الآن مش حد تاني) إن الرحمة تشمل كثيرا من الأمم السالفة وإن كان أكثرهم يعرضون على النار إما عرضة خفيفة حتى في لحظة أو ساعة وإما في مدة حتى يطلق عليهم اسم بعث النار، بل أقول: إن أكثر نصارى الروم والترك في هذا الزمان تشملهم الرحمة إن شاء الله، أعني الذين هم في أقاصي الروم والترك ولم تبلغهم الدعوة .. فإنهم ثلاثة أصناف:
ـ صنف لم يبلغه اسم محمد أصلا فهم معذورون
ـ صنف بلغهم اسمه ونعته وما ظهر عليه من المعجزات وهم المجاورون لبلاد الإسلام والمخالطون لهم وهم الكفار الملحدون
ـ صنف ثالث بين الدرجتين بلغهم اسم محمد ولم يبلغهم نعته وصفته بل سمعوا أيضا – منذ الصبا – أن كذابا ملبسا اسمه محمد ادعى النبوة ... فهؤلاء عندي – يقول عمارة– في معنى الصنف الأول فإنهم مع أنهم سمعوا اسمه... سمعوا ضد أوصافه
ويؤكد عمارة بعد ذلك أن الأصل المقطوع به أن كل من كذب محمدا فهو كافر أي مخلد في النار بعد الموت ومستباح الدم والمال في الحياة، إلا أن التكذيب على مراتب منها.. تكذيب اليهود والنصارى وأهل الملل كلهم من المجوس وعبدة الأوثان وغيرهم، فتكفيرهم منصوص عليه في الكتاب ومُجْمَع عليه بين الأمة وهو الأصل وما عداه ملحق به.
إذن محمد عمارة يؤكد بصريح عباراته الشخصية أن المسيحيين – مثلهم مثل بقية الأديان غير السماوية والسماوية فيما خلا الإسلام – هم كفار وملحدون مخلدون في النار ويستباح دمهم ومالهم... من ثم فنحن نخلص إلى القول الحق أن هذا الرجل مجرم أثيم يحرض علانية على قتل عشرة ملايين مواطن مصري يدينون بالمسيحية ومن ثم فإن اعتذاره لا يمكن أن يكون مقبولا على المستوى الوطني والأمني والحقوقي وليس فقط على المستوى الديني
لابد من عقاب مرتكب هذه الجريمة
لابد من أن يعاقب محمد عمارة ولابد من محاسبته قانونيا على جريمة التحريض العلني على الإبادة البشرية وعلى سرقة أموال ملايين المصريين وعلى تهديد الأمن القومي المصري (سيبكم من تكدير السلم الاجتماعي والهبل ده) ما قام به عمارة هو إجرام حقيقي ويهدد ليس بفتنة طائفية وحسب ولكن بحرب أهلية حقيقية إذ يُشَرِّع – وبتأكيد شرعي منقول عن حجة الإسلام الموثوق فيه أبي حامد الغزالي – لقتل المسيحيين وسلب أموالهم... لذلك احذروا !!! هذا الرجل يجب أن يعاقب
مصيبتنا هي المنهجية السلفية
المنهجية السلفية كلها لابد من مراجعتها وتنقية التراث الديني من هذه الأقوال المحرضة على الكراهية والقتل والتي ينقلها أمثال عمارة... إن القرآن – وهو الأصل والمرجع لصحيح لتعاليم الإسلامية – لا يقول بمثل هذا الخطاب المحرض على الكراهية بل والقتل الذي كان يروجه أبو حامد الغزالي – وغيره من السلف - والذي يعيد تصديره لمجتمعنا أمثال محمد عمارة... لابد من اجتثاث جذور السلفية المريضة والتقليدية المتخلفة التي أدت بنا إلى عمق هذا المستنقع الذي نحن فيه ساقطون
النظام السياسي المتأسلم يقف وراء جريمة عمارة
وزارة الأوقاف هي التي نشرت كتاب التطرف والدعوة إلى قتل المسيحيين هذا، ووزارة الأوقاف عبرت عن موقفها الحقيقي ممثلة في مستشار وزير الأوقاف محمد شامة الذي صرح في جريدة اللواء الإسلامي التي يصدرها الحزب الوطني (حزب الدولة والحكومة) قائلا : "لقد قرأت الكتاب بنفسي وليس فيه شيء يسيء لغير المسلمين ومن يريدون صناعة أزمة إنما يصنعونها من لا شيء وأن العبارة التي وردت بالكتاب من أن اليهودي والنصراني كافران لأنهما كذبا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قول صحيح فهل من يعترضون على ذلك آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، فمن لا يؤمن بمحمد فهو كافر به، ونحن كمسلمين في نظر غير المسلمين كافرون بعقيدتهم وليس في ذلك شيء، أم مطلوب منا أن نغير القرآن ونلغيه حتى نرضي غير المسلمين، فالقرآن صريح "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم"... ثم يناقض شامة نفسه في قوله بعدم وجود شيء مسيء لغير المسلمين في الكتاب بقوله غير أن هذا لا يعني إباحة دم النصارى أو اليهود.... والقضية الأساسية التي نعود ونؤكد عليها أن اللعب بالألفاظ حول مفهوم الكفر هو محض هراء وعبث فالأخ شامة هذا يريدنا أن نفهم أن الكفر هنا هو كفر نسبي بمعنى عدم الإيمان بعقيدة معينة بينما المقصود في الكتاب بوضوح هو الكفر بالله نفسه وهذا موضوع آخر... أما تأكيد شامة وكذب عمارة بقولهما أن هذا الكفر المسيحي لا يعني إباحة دم المسيحيين فينفيه ببساطة تأكيد المرجع الثقة حجة الإسلام أبو حامد الغزالي الذي يؤكد أن هذا الحكم بقتل المسيحيين وسلب أموالهم هو حكم شرعي كحكم الرق وغيره وينفيه أيضا كلمات عمارة نفسه بتأكيد ويقينية خكم إباحة الدم والمال في شأن غير المسلمين... فجريمة التحريض على القتل في نظري مكتملة الأركان وحتى لو تنازل جبرائيل عن الدعوى فإن المجتمع المدني كله لا يمكنه ولا يجب ولا يستساغ أن يتنازل عن مقاضاة عمارة وشركائه في الجريمة ممثلين في وزير الأوقاف ومستشار الوزير محمد شامة الذي من الواضح أنه أشرف على خروج الكتاب ومراجعته وصدوره في صورته النهائية الداعية إلى قتل الأقباط وسلب أموالهم.
وأخيرا أقول لعقلاء هذا الوطن... أفيقوا...ـ
إذا كان عمارة هو المعتدل المستنير فكم بالحري يكون المتطرفون!!؟؟
مراجع الموضوع:ـ
مقال الأستاذ محمد الباز بجريدة الفجر عدد 84
نصوص موثقة من كتاب "فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية" تأليف محمد عمارة
نص تصريحات محمد شامة مستشار وزير الأوقاف لجريدة اللواء الإسلامي
نص اعتذار محمد عمارة بالعديد من الصحف والمواقع الإلكترونية
جريدة وطني الأحد 14/1/2006
مقال للأستاذ فرانسوا باسيلي القدس العربي بتاريخ 27/8/2004
مقالات متعددة عن الموضوع من مواقع إسلام أونلاين وموقع نافذة مصر الإخواني