في الحادي والعشرين من أغسطس من عام 2006 كتبت أول تدوينة لي
وقبل هذا التاريخ لم يكن لي أي انخراط سابق في الشأن العام وكنت فقط ممن يتابعون الأخبار والأحداث على شاشة التلفاز وكنت باشجع اللعبة الحلوة دايما... في وقت أزمة القضاة كنت منفعلا بما يجري وكان نفسي أكون جزءا من اللي بيحصل ووقتها كنت باتابع جريدة الدستور وبرنامج العاشرة مساء وباسمع عن اعتصامات شباب كفاية وعن مظاهراتهم كل خميس وعن اعتقال المدونين وعلى رأسهم علاء وغيره من الشباب وكنت باحس إني باغلي من جوا ونفسي أكون معاهم أو حتى قريب منهم
كنت مبهور بالتجربة بتاعتهم وبنضالهم البطولي لأجل قضية التغيير
وبكيت بالدموع وأنا أقرأ شهادة شرقاوي على تعذيبه وما حدث معه وحسيت بقد إيه بقينا رخاص في البلد دي

وبدأت أدون وأنا مش في دماغي أي هدف أكتر من أني أعبر عن اللي جوايا بالكلام وبس
وشوية بشوية بدأت أعرف الناس على الفضاء الافتراضي أولا ثم في الواقع اللي مش افتراضي بعد كدة
وعرفت وسط البلد ومقاهي البورصة
ونزلت أول مظاهرة في حياتي
وكنا يومها تلاتين واحد متظاهرين ومتحاوطين بحوالي خمس تلاف جندي أمن مركزي
وتوالت الفعاليات وتوالت التدوينات وتعددت المعارف وتشعبت دوائر العلاقات
وسعدت بمعرفة العديد من الأصدقاء والزملاء والرفقاء من كافة الاتجاهات والتيارات السياسية
فعرفت العديد من اليساريين والعديد من الليبراليين بل والإخوان المسلمين والأدهى من الحزب الوطني ولي أصدقاء من كل هؤلاء... وبالطبع فإنني سعيد بكل صديق حقيقي عرفته من خلال هذه التجربة وبكل رفيق وزميل تعاملت معه واحترم كل منا الآخر
لقد خضت تجربة التدوين حتى نهايتها وأيضا تجربة النضال السياسي والوطني وأيضا حتى نهايتها
وليس لدي جديد لأقدمه في أي من المجالين بعد الآن
كانت تجربتي قصيرة ولكنها كانت مكثفة بما يكفي لأن أكتشف أنه ليس بالفعل ثمة جديد تبقى عندي لأقدمه
وبناء عليه فإنني أعلن أنني أتنحى عن تحرير مدونة كفاية حرام وعن الانخراط في أي شكل من أشكال العمل السياسي
وأعلن أنني سأرجع لأصير مواطنا عاديا بين صفوف الجماهير
والله الموفق