مكالمات أخيرة:
الساعة 12:00 ظهرا
مينا: أيوة يا سارة إنتي فين؟
سارة: الطريق من الجيزة واقف... هقابل أحمد ونجيلك إنت فين؟
مينا: أنا في شارع قصر العيني وقربت من المكان... هستناكو
=====
مينا: أيوة يا أحمد سلامو عليكو (على أساس إن احمد إخوان وما ينفعش أقول له صباح الخير)
أحمد: وعليكم السلام أنا في التحرير مستني سارة وجاي لك إنت فين
مينا: أنا قدام شارع مجلس الشعب والدنيا لبش (أسير قدما في شارع قصر العيني على أمل ألاقي حد من الزملاء)
أحمد: خمس دقايق واكون عندك
=====
اللقاء المحوري:
الساعة 12:10 ظهرا
جيمي هود وهشام طليب يسيران معا في شارع قصر العيني قادمين من اتجاه التحرير ويقتربان من شارع مجلس الشعب فيلقاهما مينا فيلف معهما ويرجع تاني إلى ناصية شارع مجلس الشعب مخبرا إياهما بأن "الدنيا لبش جدا" عند شارع المجلس والمكان كله "متكردن" وشكله كدا هيبقى فيه اعتقالات تاني وخير إنشاء الله
في تلك اللحظات ينضم للثلاثة رابعهم فتحي فريد وهو مدمن اعتقالات وواخد موضوع الاعتقالات ده احتراف مش هواية... يرى ضابط الأمن المركزي (أبو شنب كث وجسم مصارع وإن كان بكرش وبيلبس نضارة شمس عادة) يرى فتحي فريد فيناديه قائلا له "ابعد يا فتحي مش هينفع"... فيعبر فتحي ورفاقه الشارع ليأتي الأمر في غضون 15 ثانية باختطاف الجميع من على الرصيف المقابل لشارع مجلس الشعب...
======
لحظة الاختطاف
طبعا بدأوا بمحاصرتنا نحن الأربعة والتعامل معنا وكأننا مجرمين أو أننا خطرين أشقياء... وطبعا المعاملة الزفت لم تخلُ من شتيمة هنا وشتيمة هناك... أنا شخصيا تم ضربي وركلي "بالشلوت" كذا مرة أثناء تقييد حركتي... وكل ما كنت أحاول التأكد منه هو أننا سنكون جميعا في عربة واحدة... كان كل خوفي أن أؤخذ وحدي في عربة منفردة ويأخذون الآخرين في مكان آخر. كان أمر اختطافي قد صدرعن ذلك العتل ضخم الجثة كث الشارب قائلا لهم "هاتوا لي أبو دقن ده"... يبدو أنه كان فاكر شاكلي من يوم ما كنا معتصمين أمام محكمة الجلاء ساعة تحقيقات النيابة زملائنا اللي خطفوهم في "القبضية" الأولى يوم مظاهرة 15/ 3... طبعا في تلك اللحظات كان قد تم شل حركة أربعتنا وبدأوا في "تقليبنا" وإخراج الموبايلات من جيوبنا... وبدأوا يصرخوا فينا "بطاقتك الشخصية"... صرخت بدوري "وهو انا عارف أحرك إيدي عشان أطلع البطاقة"... كنت في تلك اللحظات تأكدت أن أربعتنا يصعدون معا نفس العربة... عربة الترحيلات الزرقاء... تلك التي كان مجرد منظرها من الخارج دائما ما يشعرني بالانقباض لمجرد تخيل أن شخصا ما يقبع في داخلها بلا هواء نقي ولا ضوء كافي!!!
على مدخل عرة الترحيلات سألونا عن أسمائنا ولكم كان إحباطهم عميقا عندما قلت لهم اسمي الثلاثي واكتشفوا أن "قضية الإخواني النشط" باظت عليهم على أساس إني مسيحي والدقن دي ليست ذات صلة!!! عندما عرفت نفسي قلت الدكتور فلان الفلاني ويبدو إن منظومة قيمنا المجتمعية لا تزال تعتبر الطبيب قيمة وسيما ولا تزال عقدة النقص اللي عند الظباط - ومن ثم صف الضباط وأمناء الشرطة - من أنهم كان نفسهم يكونوا دكتور وهما صغيرين بتعمل شغل جامد لأني لقيتهم اتبطوا جدا لما عرفوا إني طبيب وبدأوا يسألوني عن تخصصي ويتعاملوا معايا باحترام... المهم صادروا أيضا كاميرتي الديجيتال وباسبوري إلى جانب موبايلي... وإذ أخذت موبايلات الجميع لم نتمكن من إبلاغ أي أحد باختطافنا!!!
=========
داخل عربة الترحيلات
كان فتحي فريد هو الخبير بأمور الاعتقال السياسي فينا وبدأ يطمئننا أن عادي الموضوع بسيط ويا دوب بس هيلفوا بالعربية بينا لحد حداشر بالليل وبعدين يودونا أي قسم ونتعرض على النيابة تاني يوم والموضوع بسيط هناخد خمستاشر يوم حبس لحد ما الاستفتاء يعدي.... يا سلام يا عم فتحي على تفاؤلك يا حبيبي... مش عارفين من غيرك كنا هنعمل إيه... لمعلومات حضراتكم... فتحي خبير الاعتقالات هذا هو طالب في جامعة الأزهر وعمره 19 سنة وشوية... وبالطبع كان هو أصغرنا... بس في الظروف اللي زي كدة الزعامة مش بالسن... الزعامة بالخبرة
قبل ما يقفلوا علينا باب عربية االترحيلات طلبت من الكباتن اللي خطفونا - وبمنتهى الألاطة اللي في الحياة - أن نقوم بإجراء مكالمة تليفونية فهذا حقنا القانوني... طبعا قمة الاستهبال في الحياة مني إني أتصور أن الأشكال دي مقتنعة أصلا بالبتاع دا اللي باحكي عنه اللي اسمه القانون!!
طلبنا منهم أن يحضروا لنا ماء وأن نقضي حاجتنا... ما هو محدش عارف إحنا هنقعد على الحال ده لحد إمتى... جابوا لنا إزازة مية فعلا بعد شوية ورفضوا أن يخرجونا لقضاء حاجتنا.... كان تعذيبا حقيقيا أن تكون سجينا في صندوق معدني مغلق - إلا من بضع فتحات ضيقة جدا مغطاة بالسلك المعدني - وفي ذات الوقت تعاني من امتلاء مثانتك إلى حد مقاربة الانفجار... نعم كان تعذيبا حقيقيا خصوصا وأنت تحت ضغط نفسي رهيب لعدم معرفتك بما سيحدث لك وإلى أين سيأخذونك - وكل الاحتمالات مفتوحة - وأيضا في ظل اختطافك دون أن يعلم أحد عنك شيئا فلم نتمكن حتى من إجراء مكالمة أخيرة نخبر من هم في الخارج أننا قد اختطفنا
كان فتحي فريد في تلك الأثناء قد تم تعيينه - بإجماع صامت من جهتنا - متحدثا رسميا باسم مجموعة الأربعة المختطفة من شارع قصر العيني من أمام مجلس الشعب على أساس خبرته "المهببة" في الاحتجاز والاعتقال... ومن ثم فقد كان يصرخ فيهم من إحدى فتحات عربة الترحيلات طالبا من سيادة الرائد (وأعتقد أنه من ذوات الدم البارد) أن يمكننا من الخروج للحظات لقضاء حاجتنا... ولم يرد ذلك الرائد (والذي أعتقد أنه أحد التطورات الطبيعية للحاجة الساقعة) أبدا على صراخ فتحي - ممثل الشعب المختطف في تلك اللحظات - كان لابد من اتخاذ رد فعل قوي ومؤثر يجبر زبانية الجحيم أولئك على الإنصات لمطالبنا والرضوخ لها حيث أنها مطالب "طبيعية" جدا و"ملحة" جدا جدا... كما أنه كان من مصلحتهم ألا نلوث لهم عربة الترحيلات من الداخل بسيول الماء الدافئ التي كانت ستجعل جو ذلك الصندوق المعدني جحيما لا يطاق كنا نحن أول من سيتضرر منه...
صدمني حتى الغثيان رد فعل أحد أمناء الشرطة لمطالبتنا بقضاء حاجتنا عندما رد ذلك العتل الزنيم علينا قائلا "يا ابو شخة"... لا تتخيلوا حجم الصدمة النفسية التي شعرت بها من جراء رد الفعل المقيت هذا... إنه لا يدري من الذين يهينهم هذا النكرة... أهذا هو جهاز الشرطة الذي يقول دستورنا - الذي يسعون لتشويهه - أنهم في خدمة الشعب؟ أهؤلاء هم من نستأمنهم على أمننا وعلى خدمة مصالحنا بل والأخطر على تنفيذ القانون وأحكامه!! يا للعار!!
بدأ رد فعلنا عنيفا جدا ويعبر عن اعتراضنا على إهانتنا وتعذيبنا بهذه الطريقة القذرة فقد بدأنا بـ "خبط" أرجلنا في أرضية وجدران الصندوق المعدني الخانق في عربة الترحيلات... كن نصدر جلبة كبيرة ومزعجة حقا على أساس أن نزعج تلك الكائنات (ذوات الدم البارد) التي تتعمد إهانتنا وسلبنا حقوقنا الإنسانية البسيطة... ولكن رد فعل تلك الكائنات الزاحفة كان أن بعضهم سارع بإغلاق جميع فتحات عربة الترحيلات من الخارج فصرنا نحن الأربعة سجناء في ذلك الصندوق المعدني بلا ضوء ولا أوكسجين... نعم إنني لا أبالغ!!! هذا هو ما حدث... لقد تعمدوا خنقنا... هل يعد هذا قانونيا جريمة تعذيب مكتملة الأركان؟ إذن فليكن اعتبروا كلامي هنا بلاغا للنائب العام بتعذيبي أنا ورفاقي داخل عربة الترحيلات فقد قضينا ما لا يقل عن ساعتين كاملتين بلا ضوء ولا هواء نقي - من أصل أربع ساعات ونصف قضيناها داخل عربة الترحيلات وفي ظل حرماننا حتى من قضاء حاجتنا ووسط سباب رجال الشرطة لنا وإهاناتهم المتكررة فضلا طبعا عن اختطافنا من الشارع أصلا بشكل إرهابي ينم عن بلطجيتهم القذرة وازدرائهم بالقانون والنظام العام وتكديرهم للسلم العام والأمن العام وإساءتهم إلى سمعة مصر وشرفها أمام العالم كله إذ يتم نقل هذه الصورة سيئة السمعة عن مصر وعن نظامها وعن أجهزتها الأمنية.. يا للعار تاني!!!
هتلر حرق الأقلية اليهودية في عصره ومبارك يحرق الأغلبية المصرية.. التطور الطبيعي للاستبداد
(أعتقد أن الصورة من حسام الحملاوي)ـ
===========
تجربة الإزازة البلاستيكية وإهانة الذات الإنسانية
كانت مثاناتنا (جمع مثانة) على وشك الانفجار ولم يتبق أمامنا وسيلة لقضاء حاجتنا سوى نفس الزجاجة البلاستيكية التي كنا نشرب منها الماء... لم تكن الزجاجة قد فرغت بعد ولم نكن على استعداد أن نضحي بما فيها من ماء لمجرد أن نفرغ مثاناتنا... في تلك اللحظات لم نكن نعرف متى وأين ستتوافر لنا زجاجة أخرى من المياه كهذه... قررنا أن نشرب كب ما في الزجاجة من ماء ودارت الزجاجة بيننا في رشاقة مذهلة من يد إلى يد ومن فم إلى فم حت فرغت تماما... استعداد للحظة التاريخية التي انتظرناها جميعا... زجاجة فارغة - سعة لتر ونصف - وثلاث مثانات ممتلئة - من أصل أربعة ... وكما تناولنا الزجاجة واحدا تلو الآخر في عملية تفريغها تبادلناها - نحن المزنوقون - واحد تلو الآخر لنعيد ملأها من جديد حتى امتلأت إلى نهايتها وأغلقناها بإحكام
نحو الساعة الثالثة والنصف عصرا فتحوا ثلاث فتحات من فتحات العربة لإدخال بعض الهواء وبدأوا في الحديث اللين معنا (يبدو أن الأوامر كانت قد أتتهم بالتخلص من آثار جريمة اختطافنا سريعا حيث كانت وكالات الأنباء العالمية والمدونات وموقع كفاية بدأت بافعل في نشر أخبار اختطافنا غير القانوني من الشارع) وكان من بين ما سألوه لنا إن كنا نريد أو نطلب شيئا... أنا طلبت مكالمة تليفونية وطلبنا أيضا طعاما بينما كان أعلى إفيه والنكتة الجامدة أوي هي طلبي بأن يأخذوا الزجاجة الممتلئة ويحضروا لنا "الفارغ"!!!! وكان ردهم في الحقيقة نكتة أكبر عندما قالوا لي خليها معاك وهنبقى نجيب لكم غيرها!!!
يا خوفي ليفتكروا السائل اللي جواها بيرة!!!
=========
أوقات الفرج
بعد بعض الأحاديث التي تبدو ودية مع مختطفينا نفينا كوننا أُخِذنا في مظاهرة وهذا حقيقي فنحن لم نتظاهر أساسا - ومن قال أن فعل التظاهر جريمة أصلا - ولكنا اختطفنا من الشارع وحتى فتحي فريد فهو صحفي ومن حقه تغطية مؤتمر النواب المعتصمين... يبدو في تلك اللحظات أن الأوامر قد جاءت لهم بالتخلص من آثار جريمة الاختطاف وإطلاق سراحنا فردا فردا وإعادة كل متعلقاتنا... لكم أغبياء هم ولكم متسلطين هم... بدأت عملية إطلاق السراح بمناداتي باسمي ولقبي... "دكتور مينا"... عايزينك... كان كل خوفي أن يخلوا سبيلي وحدي ويتركوا بقية زملائي... ولكن الحمد لله تم إطلاق سراحنا واحد بعد الآخر
==========
في النهاية
إن وطننا بات يحتضر... وإن هذه التشويهات الدستورية هي المسمار الأخير في نعش هذا الوطن المثخن بالجراح التاريخية أصلا وغير القادر على احتمال المزيد من التشويه والعبث... نعم كنا في طريقنا لإقامة تظاهرة سلمية كنا قد أعلنا عنها ونعم سنظل نرفض تشويهكم للدستور وسنظل نرفض تقنين جرائمكم وفحشكم وفجوركم وسنظل نقول للحاكم الظالم أنت ظالم ومظلم وزبانيتك الذين يحمونك هم طيور الظلام الحقيقيين وأنت يا مبارك أنت وعائلتك وزبانية جحيمك تدمرون مصر وتخربونها... إن القضية ليست قضية أن نحبك أو أن نكرهك ولكننا نرفضك لأسباب شديدة الموضوعية لا علاقة للمشاعر بها ولكن لها علاقة بتاريخ أمة قد سطرت فيه أنت واحدك أغلب سطور سواده وحداده ووكسته السودا... نعم يا عزيزي إن ما "فعلته" أنت بمصر - على حد قولك - لم يفعله أحد فيها من أيام محمد علي!! فحجم التخريب في الاقتصاد والسياسة والتاريخ بل ومستوى الانحطاط القيمي الذي بلغته الأمة في عهدك هو انحطاط وخراب غير مسبوق في تاريخ أمتنا وربما في تاريخ أمم الأرض... قلائل يا عزيزي هم من خربوا خرابا بحجم هذا الخراب... لن أقول لك ليسامحك الله فهو لن يسامحك فالله الذي تكلم بالبركة لشعب مصر لن يغفر لمن يأتي باللعنة والخراب على نفس الشعب الذي باركه الرب... حقا يا عزيزي "كفاية" عليك كدة... وكفاية على عيلتك وكفاية لنظامك ومنظوتك الخربة فاسدة الذمة... كفاية خراب بقى!!! ـ
الساعة 12:00 ظهرا
مينا: أيوة يا سارة إنتي فين؟
سارة: الطريق من الجيزة واقف... هقابل أحمد ونجيلك إنت فين؟
مينا: أنا في شارع قصر العيني وقربت من المكان... هستناكو
=====
مينا: أيوة يا أحمد سلامو عليكو (على أساس إن احمد إخوان وما ينفعش أقول له صباح الخير)
أحمد: وعليكم السلام أنا في التحرير مستني سارة وجاي لك إنت فين
مينا: أنا قدام شارع مجلس الشعب والدنيا لبش (أسير قدما في شارع قصر العيني على أمل ألاقي حد من الزملاء)
أحمد: خمس دقايق واكون عندك
=====
اللقاء المحوري:
الساعة 12:10 ظهرا
جيمي هود وهشام طليب يسيران معا في شارع قصر العيني قادمين من اتجاه التحرير ويقتربان من شارع مجلس الشعب فيلقاهما مينا فيلف معهما ويرجع تاني إلى ناصية شارع مجلس الشعب مخبرا إياهما بأن "الدنيا لبش جدا" عند شارع المجلس والمكان كله "متكردن" وشكله كدا هيبقى فيه اعتقالات تاني وخير إنشاء الله
في تلك اللحظات ينضم للثلاثة رابعهم فتحي فريد وهو مدمن اعتقالات وواخد موضوع الاعتقالات ده احتراف مش هواية... يرى ضابط الأمن المركزي (أبو شنب كث وجسم مصارع وإن كان بكرش وبيلبس نضارة شمس عادة) يرى فتحي فريد فيناديه قائلا له "ابعد يا فتحي مش هينفع"... فيعبر فتحي ورفاقه الشارع ليأتي الأمر في غضون 15 ثانية باختطاف الجميع من على الرصيف المقابل لشارع مجلس الشعب...
======
لحظة الاختطاف
طبعا بدأوا بمحاصرتنا نحن الأربعة والتعامل معنا وكأننا مجرمين أو أننا خطرين أشقياء... وطبعا المعاملة الزفت لم تخلُ من شتيمة هنا وشتيمة هناك... أنا شخصيا تم ضربي وركلي "بالشلوت" كذا مرة أثناء تقييد حركتي... وكل ما كنت أحاول التأكد منه هو أننا سنكون جميعا في عربة واحدة... كان كل خوفي أن أؤخذ وحدي في عربة منفردة ويأخذون الآخرين في مكان آخر. كان أمر اختطافي قد صدرعن ذلك العتل ضخم الجثة كث الشارب قائلا لهم "هاتوا لي أبو دقن ده"... يبدو أنه كان فاكر شاكلي من يوم ما كنا معتصمين أمام محكمة الجلاء ساعة تحقيقات النيابة زملائنا اللي خطفوهم في "القبضية" الأولى يوم مظاهرة 15/ 3... طبعا في تلك اللحظات كان قد تم شل حركة أربعتنا وبدأوا في "تقليبنا" وإخراج الموبايلات من جيوبنا... وبدأوا يصرخوا فينا "بطاقتك الشخصية"... صرخت بدوري "وهو انا عارف أحرك إيدي عشان أطلع البطاقة"... كنت في تلك اللحظات تأكدت أن أربعتنا يصعدون معا نفس العربة... عربة الترحيلات الزرقاء... تلك التي كان مجرد منظرها من الخارج دائما ما يشعرني بالانقباض لمجرد تخيل أن شخصا ما يقبع في داخلها بلا هواء نقي ولا ضوء كافي!!!
على مدخل عرة الترحيلات سألونا عن أسمائنا ولكم كان إحباطهم عميقا عندما قلت لهم اسمي الثلاثي واكتشفوا أن "قضية الإخواني النشط" باظت عليهم على أساس إني مسيحي والدقن دي ليست ذات صلة!!! عندما عرفت نفسي قلت الدكتور فلان الفلاني ويبدو إن منظومة قيمنا المجتمعية لا تزال تعتبر الطبيب قيمة وسيما ولا تزال عقدة النقص اللي عند الظباط - ومن ثم صف الضباط وأمناء الشرطة - من أنهم كان نفسهم يكونوا دكتور وهما صغيرين بتعمل شغل جامد لأني لقيتهم اتبطوا جدا لما عرفوا إني طبيب وبدأوا يسألوني عن تخصصي ويتعاملوا معايا باحترام... المهم صادروا أيضا كاميرتي الديجيتال وباسبوري إلى جانب موبايلي... وإذ أخذت موبايلات الجميع لم نتمكن من إبلاغ أي أحد باختطافنا!!!
=========
داخل عربة الترحيلات
كان فتحي فريد هو الخبير بأمور الاعتقال السياسي فينا وبدأ يطمئننا أن عادي الموضوع بسيط ويا دوب بس هيلفوا بالعربية بينا لحد حداشر بالليل وبعدين يودونا أي قسم ونتعرض على النيابة تاني يوم والموضوع بسيط هناخد خمستاشر يوم حبس لحد ما الاستفتاء يعدي.... يا سلام يا عم فتحي على تفاؤلك يا حبيبي... مش عارفين من غيرك كنا هنعمل إيه... لمعلومات حضراتكم... فتحي خبير الاعتقالات هذا هو طالب في جامعة الأزهر وعمره 19 سنة وشوية... وبالطبع كان هو أصغرنا... بس في الظروف اللي زي كدة الزعامة مش بالسن... الزعامة بالخبرة
قبل ما يقفلوا علينا باب عربية االترحيلات طلبت من الكباتن اللي خطفونا - وبمنتهى الألاطة اللي في الحياة - أن نقوم بإجراء مكالمة تليفونية فهذا حقنا القانوني... طبعا قمة الاستهبال في الحياة مني إني أتصور أن الأشكال دي مقتنعة أصلا بالبتاع دا اللي باحكي عنه اللي اسمه القانون!!
طلبنا منهم أن يحضروا لنا ماء وأن نقضي حاجتنا... ما هو محدش عارف إحنا هنقعد على الحال ده لحد إمتى... جابوا لنا إزازة مية فعلا بعد شوية ورفضوا أن يخرجونا لقضاء حاجتنا.... كان تعذيبا حقيقيا أن تكون سجينا في صندوق معدني مغلق - إلا من بضع فتحات ضيقة جدا مغطاة بالسلك المعدني - وفي ذات الوقت تعاني من امتلاء مثانتك إلى حد مقاربة الانفجار... نعم كان تعذيبا حقيقيا خصوصا وأنت تحت ضغط نفسي رهيب لعدم معرفتك بما سيحدث لك وإلى أين سيأخذونك - وكل الاحتمالات مفتوحة - وأيضا في ظل اختطافك دون أن يعلم أحد عنك شيئا فلم نتمكن حتى من إجراء مكالمة أخيرة نخبر من هم في الخارج أننا قد اختطفنا
كان فتحي فريد في تلك الأثناء قد تم تعيينه - بإجماع صامت من جهتنا - متحدثا رسميا باسم مجموعة الأربعة المختطفة من شارع قصر العيني من أمام مجلس الشعب على أساس خبرته "المهببة" في الاحتجاز والاعتقال... ومن ثم فقد كان يصرخ فيهم من إحدى فتحات عربة الترحيلات طالبا من سيادة الرائد (وأعتقد أنه من ذوات الدم البارد) أن يمكننا من الخروج للحظات لقضاء حاجتنا... ولم يرد ذلك الرائد (والذي أعتقد أنه أحد التطورات الطبيعية للحاجة الساقعة) أبدا على صراخ فتحي - ممثل الشعب المختطف في تلك اللحظات - كان لابد من اتخاذ رد فعل قوي ومؤثر يجبر زبانية الجحيم أولئك على الإنصات لمطالبنا والرضوخ لها حيث أنها مطالب "طبيعية" جدا و"ملحة" جدا جدا... كما أنه كان من مصلحتهم ألا نلوث لهم عربة الترحيلات من الداخل بسيول الماء الدافئ التي كانت ستجعل جو ذلك الصندوق المعدني جحيما لا يطاق كنا نحن أول من سيتضرر منه...
صدمني حتى الغثيان رد فعل أحد أمناء الشرطة لمطالبتنا بقضاء حاجتنا عندما رد ذلك العتل الزنيم علينا قائلا "يا ابو شخة"... لا تتخيلوا حجم الصدمة النفسية التي شعرت بها من جراء رد الفعل المقيت هذا... إنه لا يدري من الذين يهينهم هذا النكرة... أهذا هو جهاز الشرطة الذي يقول دستورنا - الذي يسعون لتشويهه - أنهم في خدمة الشعب؟ أهؤلاء هم من نستأمنهم على أمننا وعلى خدمة مصالحنا بل والأخطر على تنفيذ القانون وأحكامه!! يا للعار!!
بدأ رد فعلنا عنيفا جدا ويعبر عن اعتراضنا على إهانتنا وتعذيبنا بهذه الطريقة القذرة فقد بدأنا بـ "خبط" أرجلنا في أرضية وجدران الصندوق المعدني الخانق في عربة الترحيلات... كن نصدر جلبة كبيرة ومزعجة حقا على أساس أن نزعج تلك الكائنات (ذوات الدم البارد) التي تتعمد إهانتنا وسلبنا حقوقنا الإنسانية البسيطة... ولكن رد فعل تلك الكائنات الزاحفة كان أن بعضهم سارع بإغلاق جميع فتحات عربة الترحيلات من الخارج فصرنا نحن الأربعة سجناء في ذلك الصندوق المعدني بلا ضوء ولا أوكسجين... نعم إنني لا أبالغ!!! هذا هو ما حدث... لقد تعمدوا خنقنا... هل يعد هذا قانونيا جريمة تعذيب مكتملة الأركان؟ إذن فليكن اعتبروا كلامي هنا بلاغا للنائب العام بتعذيبي أنا ورفاقي داخل عربة الترحيلات فقد قضينا ما لا يقل عن ساعتين كاملتين بلا ضوء ولا هواء نقي - من أصل أربع ساعات ونصف قضيناها داخل عربة الترحيلات وفي ظل حرماننا حتى من قضاء حاجتنا ووسط سباب رجال الشرطة لنا وإهاناتهم المتكررة فضلا طبعا عن اختطافنا من الشارع أصلا بشكل إرهابي ينم عن بلطجيتهم القذرة وازدرائهم بالقانون والنظام العام وتكديرهم للسلم العام والأمن العام وإساءتهم إلى سمعة مصر وشرفها أمام العالم كله إذ يتم نقل هذه الصورة سيئة السمعة عن مصر وعن نظامها وعن أجهزتها الأمنية.. يا للعار تاني!!!
هتلر حرق الأقلية اليهودية في عصره ومبارك يحرق الأغلبية المصرية.. التطور الطبيعي للاستبداد
(أعتقد أن الصورة من حسام الحملاوي)ـ
تجربة الإزازة البلاستيكية وإهانة الذات الإنسانية
كانت مثاناتنا (جمع مثانة) على وشك الانفجار ولم يتبق أمامنا وسيلة لقضاء حاجتنا سوى نفس الزجاجة البلاستيكية التي كنا نشرب منها الماء... لم تكن الزجاجة قد فرغت بعد ولم نكن على استعداد أن نضحي بما فيها من ماء لمجرد أن نفرغ مثاناتنا... في تلك اللحظات لم نكن نعرف متى وأين ستتوافر لنا زجاجة أخرى من المياه كهذه... قررنا أن نشرب كب ما في الزجاجة من ماء ودارت الزجاجة بيننا في رشاقة مذهلة من يد إلى يد ومن فم إلى فم حت فرغت تماما... استعداد للحظة التاريخية التي انتظرناها جميعا... زجاجة فارغة - سعة لتر ونصف - وثلاث مثانات ممتلئة - من أصل أربعة ... وكما تناولنا الزجاجة واحدا تلو الآخر في عملية تفريغها تبادلناها - نحن المزنوقون - واحد تلو الآخر لنعيد ملأها من جديد حتى امتلأت إلى نهايتها وأغلقناها بإحكام
نحو الساعة الثالثة والنصف عصرا فتحوا ثلاث فتحات من فتحات العربة لإدخال بعض الهواء وبدأوا في الحديث اللين معنا (يبدو أن الأوامر كانت قد أتتهم بالتخلص من آثار جريمة اختطافنا سريعا حيث كانت وكالات الأنباء العالمية والمدونات وموقع كفاية بدأت بافعل في نشر أخبار اختطافنا غير القانوني من الشارع) وكان من بين ما سألوه لنا إن كنا نريد أو نطلب شيئا... أنا طلبت مكالمة تليفونية وطلبنا أيضا طعاما بينما كان أعلى إفيه والنكتة الجامدة أوي هي طلبي بأن يأخذوا الزجاجة الممتلئة ويحضروا لنا "الفارغ"!!!! وكان ردهم في الحقيقة نكتة أكبر عندما قالوا لي خليها معاك وهنبقى نجيب لكم غيرها!!!
يا خوفي ليفتكروا السائل اللي جواها بيرة!!!
=========
أوقات الفرج
بعد بعض الأحاديث التي تبدو ودية مع مختطفينا نفينا كوننا أُخِذنا في مظاهرة وهذا حقيقي فنحن لم نتظاهر أساسا - ومن قال أن فعل التظاهر جريمة أصلا - ولكنا اختطفنا من الشارع وحتى فتحي فريد فهو صحفي ومن حقه تغطية مؤتمر النواب المعتصمين... يبدو في تلك اللحظات أن الأوامر قد جاءت لهم بالتخلص من آثار جريمة الاختطاف وإطلاق سراحنا فردا فردا وإعادة كل متعلقاتنا... لكم أغبياء هم ولكم متسلطين هم... بدأت عملية إطلاق السراح بمناداتي باسمي ولقبي... "دكتور مينا"... عايزينك... كان كل خوفي أن يخلوا سبيلي وحدي ويتركوا بقية زملائي... ولكن الحمد لله تم إطلاق سراحنا واحد بعد الآخر
==========
في النهاية
إن وطننا بات يحتضر... وإن هذه التشويهات الدستورية هي المسمار الأخير في نعش هذا الوطن المثخن بالجراح التاريخية أصلا وغير القادر على احتمال المزيد من التشويه والعبث... نعم كنا في طريقنا لإقامة تظاهرة سلمية كنا قد أعلنا عنها ونعم سنظل نرفض تشويهكم للدستور وسنظل نرفض تقنين جرائمكم وفحشكم وفجوركم وسنظل نقول للحاكم الظالم أنت ظالم ومظلم وزبانيتك الذين يحمونك هم طيور الظلام الحقيقيين وأنت يا مبارك أنت وعائلتك وزبانية جحيمك تدمرون مصر وتخربونها... إن القضية ليست قضية أن نحبك أو أن نكرهك ولكننا نرفضك لأسباب شديدة الموضوعية لا علاقة للمشاعر بها ولكن لها علاقة بتاريخ أمة قد سطرت فيه أنت واحدك أغلب سطور سواده وحداده ووكسته السودا... نعم يا عزيزي إن ما "فعلته" أنت بمصر - على حد قولك - لم يفعله أحد فيها من أيام محمد علي!! فحجم التخريب في الاقتصاد والسياسة والتاريخ بل ومستوى الانحطاط القيمي الذي بلغته الأمة في عهدك هو انحطاط وخراب غير مسبوق في تاريخ أمتنا وربما في تاريخ أمم الأرض... قلائل يا عزيزي هم من خربوا خرابا بحجم هذا الخراب... لن أقول لك ليسامحك الله فهو لن يسامحك فالله الذي تكلم بالبركة لشعب مصر لن يغفر لمن يأتي باللعنة والخراب على نفس الشعب الذي باركه الرب... حقا يا عزيزي "كفاية" عليك كدة... وكفاية على عيلتك وكفاية لنظامك ومنظوتك الخربة فاسدة الذمة... كفاية خراب بقى!!! ـ
هناك ٢٠ تعليقًا:
ليله القبض علي الحج
بس ياخساره طلع اسمه جرجس
حمدا لله علي سلامتك
انا اسف اني بقالي فتره مبسيبش تعليكات
بس كنت بقرالك اللي بتكتبه
انته انسان جميل ورائع رغم اختلافي معك أحيانا
ولكن واثق انك سترحب بمن ختلفون معك بقدر ترحيبك بمن يؤيدون
واريد ان يكون خروجك من الازمه دي
اول تعرف رسمي بيني وبينك ياسيدي
عموما
تمتعت اوي وانا بقرا كلامك وصفك جامد للموقف
بس انته طمنتني يعني لما ابقا دكتور حتعامل كويس
الحمد لله من زمان يا اخي وانا اقول كلمه دكتور اللي شايلها دي
اكيد ليها فايده
لقيتها خلاص
هههههههههه
تحياتي يا حج جرجس
او يا دكتور مينا
او يا صديقي
مع خالص مودتي
الحج جرجس
مش هقولك كفارة ولا هقول معاناتك انت والزملاء لانى شوفتك وشفت ملامح الصدمة والحالة النفسية اللى كنتم فيها
سيبك من الضحك والتهريج بس جوه كل واحد منكم كسر كان باين يمكن غطتوه بالضحك والتهريج لكن شوفناه كلنا فى عنيكم
كسرة الالم من الظلم فى البلد
كسرة المجروحين الحزانى على بلد كل همهم انهم يوقفوا الظلم وبمنتهى السلمية
قلقنا عليكم مهما وصفناه من ساعة ما عرفنا الخبر لغاية لما شوفناكم بعنينا تانى مش هيعادل حاجة جنب ساعات الخوف والتفكير فى ايه ممكن يحصل
بس كنا مشاركينكم خوفكم وقلقكم
معلش يا حج
هى الرجولة مش ببلاش ليها ضريبة بتندفع
تحياتى
حمد الله على السلامة .. قبل ما أشوف تديونتك دى جاتلى فكرة مقالة من بتوع الكوميدا السوداء قلت استغل اسمك فيها من باب الفضايح .. بعد شوية حاتلقيها مغرقة جروبات الياهو .. وفعلا سميتها " ليلة القبض على الحاج جرجس " .. أوع تنزعج عادى يعنى .. خد نسخة منها أهى مع تحياتى .
- - -
مينا جرجس .. شاب مصرى من نشطاء العمل العام .. مدون على الانترنت وصاحب مدونة باسم " كفاية حرام " .. معروف فى المدونات باسم " الحاج جرجس " وهو شاب فى العقد الثالث من العمر ذو لحية منسقة خفيفة .
فى صباح يوم الثلاثاء ارتدى الحاج جرجس ملابسه وتزين واصطحب كاميرته وتوجه الى شارع مجلس الشعب حيث دعت حركة كفاية الى مظاهرة تضامنية مع أعضاء مجلس الشعب الرافضين للتعديلات الدستورية .
وأثناء مرور الحاج جرجس بشارع القصر العينى وقبل وصوله الى مجلس الشعب توقفت بجانبه سيارة ميكروباص زرقاء خرج من بابها يد ضخمة قوية قامت بجذبه الى داخل السيارة .. فجأة وجد الحاج جرجس نفسه يعد أن كان يمشى فى الشارع اصبح جالسا على المقعد الأوسط فى السيارة الميكروباص ليجد بجواره وامامه اشخاص ضخمة البنية عريضة المنكعين ينظرون اليه شظرا .. وقبل ان يعرف الحاج جرجس ماذا حدث وكيف دخل الى هذا الميكروباص وجد الشخص الجالس فى الامام بجوار السائق يخرج ورقة ويبدأ فى الكتابة مرددا ما يكتبه بصوت عالى بينما مينا يجلس فى المقعد خلفه محاصر بشخصين من ذوى الأجسام الضخمة ظاهرا عليه علامات الذهول .. وبدأ الضابط فى الامام يكتب مرددا :
" .. حيث افادت التحريات بعزم جماعة الاخوان المحظورة استغلال اهتمام الرأى العام بالتعديلات الدستورية والدفع بعناصرها لتكدير الأمن العام . وقد افادت التحريات بعزم هذه العناصر على التظاهر امام مجلس الشعب . وحيث صدر أمر المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة بضبط هذه العناصر وفق حالات التلبس . وبناء على ذلك واثناء تواجدنا بشارع مجلس الشعب لملاحظة حالة الأمن تلاحظ لنا وجود أحد عناصر جماعة الاخوان المحظورة يحمل لافتات عليها شعارات مناهضة لنظام الحكم ويردد هتافات مناهضة لنظام الحكم فقمنا بضبطه .. وبمناقشته اثناء اصطحابه افاد بالآتى :
انه التزم دينيا عام 2000 واطلق لحيته .. وتردد على المساجد لحضور الدروس الدينية وفيها التقى ببعض العناصر التى اقنعته بالانضمام لجماعة الاخوان المحظورة . وانه انخرطت فى نشاط هذه الجماعة . وعليه راينا سؤاله بالآتى فأجاب : أسمك وسنك وعنوانك ؟ ثم يلتفت بالضابط الى الحاج جرجس ويدور بينهما الحوار التالى :
الضابط : أسمك ايه يا بنى ؟
الحاج جرجس : مينا ذكرى جرجس
الضابط : أنت حاتستعبط الحركات دى ما بتدخلش علينا
الحاج جرجس : والانجيل انا اسمى مينا
الضابط : مينا مين ياض والدقن الاخوانى دى يعنى جبتها منين
الحاج جرجس : والمسيح اسمى مينا
الضابط : ورينى بطاقتك ياض انت
اخرج الحاج جرجس بطاقته واعطاها للضابط الذى نظر فيها باندهاش ثم بدأ يردد .. وماله انت يعنى جيت فى جمل .. ماشى ..
ثم قام بتمزيق الورقة التى كتبها واخرج ورقة اخرى ثم بدأ يكتب فيها مرددا بصوت عالى .. بينما الحاج جرجس يجلس فى الخلف وبرأة الاطفال فى عينيه .. :
" .. حيث اكدت التحريات عزم بعض العناصر المناهضة من حركة كفاية تنظيم مظاهرة للتنديد بالتعديلات الدستورية وحض القطاعات الجماهيرية المختلفة على أزدراء نظام الحكم وتكدير الأمن العام وتعطيل حركة المواصلات البرية والبحرية والجوية . وحيث صدر قرار المحامى العام الأول بضبط هذه العناصر المناهضة حال تلبسها بالجريمة .. وعليه واثناء تواجدنا بشارع مجلس الشعب لملاحظة حالة الأمن تواجد شاب " مسيحى بلحية اخوانية من باب التخفى والتضليل " يرفع لافتة مكتوب عليها " مش عايزين تعديل دستور ... عايزنك تمشى وتغور " واخذ يردد الهتافات المناهضة لنظام الحكم .. وعليه قمنا بضبطه .. وبمناقشته افاد بأنه انضم الى حركة كفاية المناهضة لنظام الحكم من عام 2000 وانخرط فى اعمالها التخريبية وأنه بالاشتراك مع بعض العناصر التحريضية اتفقوا على تنظيم مظاهرة اليوم تضامنا مع أعضاء مجلس الشعب المعتصمين امام المجلس .. وعليه رأينا سؤاله بالتالى فأجاب ... ثم التفت الضابط الى الحاج جرجس وسأله :
الضابط : أسمك وسنك وعنوانك ؟
الحاج جرجس : كوهين شمعون عيزرا
الضابط : أنت حاتستعبط يا روح أمك .. وماله نقلبها قضية تجسس .. هو أحنا حانغلب .. الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا .
ثم يتدخل مخبر ويقول للضابط : يافندم القضية النهاردة اخوان .
فيردد الضابط : والله .. محدش قالى .. طيب ارموا البتاع ده برة العربية .
تتوقف السيارة فى ميدان التحرير .. ويفتح الباب ويتكعور الحاج جرجس فى حركة شقلباظ خارج السيارة مدفوعا من داخلها فياخذ ثلاث دورات حتى يستقر على الرصيف .. وتنطلق السيارة مسرعة بالعودة الى مجلس الشعب .
ينهض الحاج جرجس سريعا وهو ينفض ملابسه وينظم لحيته الاخوانية الخفيفة .. ثم يرفع شعار كفاية ويمشى فى ميدان التحرير بمفرده هاتفا.. بينما ينظر اليه المارة بتعجب وهو يهتف ..
" يسقط .. يسقط .. حسنى مبارك " ..
أحمد حلمى
المحامى
ملحوظة : هذه رؤية روائية خيالية لما حدث يوم الثلاثاء .. وأى تشابه بين الأسماء أو الوقائع هو من قبيل الصدفة .
حلوة القصة الحقيقية يا حاج
وحلوة القصة الخيالية يا متر
ومبروك يا دكتور درجة الزمالة
زمالة معتقلات جمهورية مصر العربية
أهو كله زمالة
وأهي دي جاتلك من غير ما تحتاج تسافر ولا تذاكر
هاهاها
ياااه حمدلله عالسلامة
I found wat u told fl awwel funny and I really laughed like ham yeda7ak
rabena yestor-ha m3ako dayman yabny!
حمد لله علي السلامة يا مينا
كفارة يا ريس
انا لما وصلت للعربية الزرقا وشفت مالك بس
افتكرت موضوع القبض عليك ده اشاعة
مكنتش اعرف
ان فيه فيلم
وراها
وياتري قصة واللا مناظر
بس الظاهر طلع الاتنين
حمد الله عالسلامة
فعلا مصر حزينة جدا
oh my God!!
7amdelah 3al salama!!!
mosh 3arfa a2olak eh!!
el mawdoo3 ba2a la yo7tamal wel zolm beyzeeeeeeed!!
begad!! KEFAYA!
حمد لله علي سلامتك يا جرجس
كنت لسه خارج من كام يوم من هنا وبافتح موقع كفاية لقيت خبر اعتقالك فافتكرت الاعتقال الاول وانك كنت بتبعت الاخبار بالموبايل
ولسه داخل علشان اتاكد منك لقيته صح
السجن للجدعان
تعرف اكتر حاجة بتخوفني من الاعتقال هي اهانة ظابط فاشل او عسكري معفن ليا بشتيمة او بالقلم
عارف لو ضرب عادي يبقي عادي بس ان واحد اقل منك يقلك كده حاجة تقهر
اناممتنع عن التظاهر لحد الصيف احسن اتشد واخرج علي الامتحانات اوبعديها
بس انشاء الله لما اخلص هاعمل مظاهرة لوحدي
بي اس:عاوز اسالك سؤال محيرني بس محرج فلو مش عاوز ترد كانك ماقرتوش
ازاي نشنتوا؟
يعني فتحة القزازة ممكن تبقي صغيرة
اظرف حاجة تغطية كفاية
خرج الان المدون مينا الشهير بالحج جرجس
مسخرة
والسجن للجدعان يا زعيم الكفار
الصديق والأخ العظيم مينا
أكيد انت مقدر تماما اني مش قادر اجي ناحيه الموضوع ده علي بعضه
أكيد انت مقدر قيمه ان انت وهشام طليب بالذات يتقبض عليكم دي بالنسبه لي عامله ازاي
انا اليومين اللي فاتوا دول من أصعب الايام اللي عدوا عليا في حياتي اليوم اللي قبل ما يتقبض عليكم انا كنت بموت ومسافه ما فقت وابتديت اتماسك لقيتكم اتقبض عليكم
مش معقول الللي بيحصل في مصر ده ابدا
كابوس مرعب
فاكر
في موضوع من اللي انا كتبتهم في المدونه قلت ان عام 2007 مش عام التوريث لأ ده هيكون عام الكوابيس
واهو بقينا في الكابوس فعلا
ودايما كنا بنقول اننا في عصر انحطاط
بس ما كنتش متخيله للدرجه دي
يعني
انا اعصابي تعبانه شويه
ويارت نخللي بالنا من نفسنا قبل أي حاجه لأن الماتش طويل
تحياتي
حمداً لله على سلامتك يا حاج
إمتى بقى مصر تستريح منهم
عزيزي الحج جرجس
اول مره ادخل هنا ولكن بجد استمتعت جدا بالمدونه الرائعه هذه
هذه هي مصر قبل التعديلات فما بالك بعدها
لنا الله
ازيك يا عمى الحج جر جس
والله يا مينا هقو لك انا عا رفت اللى حصلك من المحتر مه تو ته قبل متنز ل البوست وبصر احه فعلا مع اختلا فى مع اطر وحا تك فى موضو عا ت متعدده بس حضر تك من النا س المحتر مه اللى با عتز بيها ومعجب بحما ستك وعدم التلون والخدا ع وقدرتك وحسك الصحفى وايمانك ودو رانك مع الحق
احيك
واخير ا اتمنى لك دو ام التوفيق
والعا فيه انت ومن تحب
سلا م يا صديق
جرجس الي كان هيموتني من القلق
انا حمد الي كان بيكلمه عالموبيل في اول التدوينه
وعلي فكره يا جرجس صباح الخير مش حرام وبقولها عادي
وعلي فكره برده جرجس ضمن شبكتي الي انا مجندها وموضوع جرجس ده للتموين بس
وبالنسبة لقية المتر احمد فيها جانب من الخيال لا يطاق
لاني انا ممكن اصدق ان مينا يطلع اخوان عادي يعني ممكن تحصل لكن مستحيل اصدق ان فيه ضابط ممكن يقولك اتهماتك
احنا هنا في مصر فوقو
المجهول العزيز
أشكرك على تحيتك وبالطبع أرحب بمن يختلف معي وأرى الاختلاف أمرا طبيعيا بل وصحيا أيضا... وأهلا بيك ضيفا دائما في كفاية حرام... طبعا لما تبقى دكتور هتتعامل معاملة ما حصلتش... بس نصيحتي ليك تتعلم التنشين من دلوقت لأن خرم القزازة ضيق أوي
==========
أختي العزيزة توتا
طبعا خفت وقلقت وخصوصا إن ما كناش عارفين إيه اللي هيحصل ولا هنروح فين وكل الاحتمالات مفتوحة... وبجد وجودكم جنبي بعد ما خرجت ومكالمات كل شخص ليا فرقت جدا معايا في الخروج من حالة الحزن والكآبة التي أصابتني على حالنا ومدى الانحطاط الذي بلغناه
فعلا الرجولة مش ببلاش وليها تمن بيندفع وكما قال قائل الرجولة أدب مش هز اكتاف
============
عم أحمد حلمي المحامي
السيناريو مسخرة ومن كتر واقعيته وعبثيته في آن واحد يجعلك تبكي من فرط الضحك أو تضحك من فرط البكاء... وعجبني جدا إنك مصورهم على إن الناس دي متبرمجة على "تخييط" التهمة للمتهم وتفصيلها على مقاسه وعندهم تهم أول سايز وهتلبس يعني هتلبس... قمة العبثية وقمة المسخرة... الظريف يا أستاذ أحمد إن أنا وجيمي وهشام وفتحي كنا جميعا متوقعين بل كتب بعضنا في مدوناته ما يشير إلى توقعنا القبض علينا يومها... ما انت عارف اللي كتبته في تعليقاتي عند ميت... وطلبي إنهم يجيبوا لي الكفتة من غير طحينة على أساس إن الطحينة بتقلب لي معدتي... الحمد لله إنها جات على قد كدة وِإلا كنا هنضطر لتوكيل سيادتكم للترافع عنا أمام المحاكم العسكرية - على أساس إن قضيتي كانت هتبقى إخوان - ولكن ولا يهمك ملحوقة يا أستاذ... الجايات أكتر م الرايحات... تحياتي وسلامي
==============
الصديق العزيز وائل عباس
تصدق هتخليني أروح أبص في الباسبور أكيد هلاقيهم ختموا لي فيه فيزا ترانزيت في دولة بوليسيانيا العظمى... يا رب ما تاخد الزمالة دي أبدا يا وائل ولا يكتبها ربنا على أي حد فينا... تحياتي
==============
الدكتورة الجميلة سبيلز
فعلا شر البلية ما يضحك... وعشان كدة ما بطلناش ضحك طول ما احنا في العربية وحتى في أحلك "وأضيق" اللحظات كنا نضحك وضحكنا كان "بيطرطش" لما غرق أرضية العربة
ههههههههههه
================
ابن عبد العزيز العزيز
ممكن تغير اسم مدونتك وتسميها المهانة للجميع بدل العدالة للجميع؟ عدالة إيه يا زعيم... كان فيه وخلص وبعتنا نجيب الموجود دلوقت مهانة وشتيمة وقلة أدب... تاكل معاك دي؟
بالنسبة للفيلم المناظر اللي فيه ما تسرش على الإطلاق... بس الحمد لله القصة كانت فيلم عربي م اللي بينتهوا نهايات سعيدة وطبعا الماستر سين في الفيلم كانت لحظات التنشين التاريخية واختراق "عنق الزجاجة" بس الحمد لله... نسبة الطرطشة كانت بسيطة جدا
==============
عزيزي هاني جورج
مصر فعلا حزينة جدا... بص أنا فعلا بغض النظر عن الناس تقتنع ولا تمتنع عن النزول ولقول "لا" مدوية واضحة لكن سواء نزلوا أو ما نزلوش لابد من أن يعلن الرأي العام حالة الحداد الشعبي العام في ذلك اليوم وتعليق الأعلام السودا في البلكونات... وتعال ندعو الجميع في اليوم دا للبس الأسود في الشوارع وتبقى محزنة حقيقية يرى فيها العالم كله نموذجا لحالة الحزن والحداد على ما يفعله رجال مبارك بدستور البلاد
=================
المناضلة الجميلة إبيتاف
فعلا الظلم والظلام بقى لا يحتمل واللي يحرق دمك يا إبي إن الناس أغلبيتها العظمى في الطراوة والحلاوة... ياكش الناس تتحرق هي كمان بنار مبارك ويعرفوا وساخة ما يحدث الآن
ربنا يسترها
===========
عربي العزيز
سؤالك يا صديقي سؤال منطقي جدا... والإجابة عليه أن مهاراتنا التنشينية جيدة وهذا أحد اكتشافاتنا العظيمة ولكن درجة جيد في التنشين لا تكفي لئلا "تطرطش" برة وتخطئ الهدف بل لابد من تستيب برنامج أو دورة تدريبية على النشان وبعون الله خير
=================
النديم الحبيب
صدقني يا زعيم إنت صدقت إنه عام الكوارث وأكبر كارثة هي تمرير حزمة التشويهات الدستورية هذه بسهولة تمرير السكينة في الحلاوة يا حلاوة... وطبعا اللي حصل دا ما هيكونش آخر الكوارث... الكارثة الحقيقية هي الفوضى العارمة التي يتوقعها الجميع - بما فيهم النظام نفسه - بعد غياب مبارك الأب ومصير مصر الذي لا يعلمه أحد سوى الله بعد موت الرجل... لو كان سجن أي حد فينا هيفرق بجد في تحرير وطن كنا قلنا يا أهلا بالسجون... لكن زي ما انت شايف هذا النظام الغشيم ما عندوش أزمة على الإطلاق إنه يسجن الشعب كله وأهي حزمة التشويهات المبتذلة الأخيرة بتحول فعلا مصر إلى زنزانة كبيرة... يا مصيبتك السودا يا مصر
=============
ابن الأخ العزيز محمود سعيد
امتى مصر هتخلص وترتاح منهم؟
الإجابة لما مصر دي تبقى أمة بجد ويبقى فيها شعب بجد... لكن انت عندك شبح دولة يسكنها جثة شعب... السؤال إمتى يقوم الشعب دا من موته؟
المهم... حسمت الصراع بتاع تلتزم بالحظر الإخواني الموصي بمقاطعة الاستفتاء ولا هتنزل وتدعي الناس ينزلوا يقولوا رأيهم؟
================
محمد مفيد
في ظل قانون الطوارئ لو أنا جريت لحظة القبض عليا كان هيجرا إيه يعني؟ بسيطة فرق الكاراتيه يجيبوني من قفايا ويرزعوني علقة محترمة يكسروا لي فيها تلات اربع ضلوع ويضربوني بالجزم ويسحلوني على عربية الترحيلات والحياة كول وبيس ع الآخر... في ظل دستور مكافحة الإرهاب بقى لو أنا جريت مش هيبعتوا فرق كاراتيه لكن هيضرب نار ومش هيضرب في الرجلين زي ما القوانين الدولية بتقول في حالات الضرورة والخطورة القصوى لكن هيضرب في الدماغ ويرديني قتيلا في لحظتها في ضربة "استباقية" إذ لربما كنت أنا إرهابيا مفخخا وعلى وشك أن أفجر نفسي في أي حاجة... نهاره أبيض
==================
الجحيم ليس هو الحقيقة الوحيدة
عزيزي القادم من الريف سابقا اختلافاتنا عن بعضنا هي ما تصنع تفردنا وتجعلنا بشرا وفقه الاختلاف هو الفريضة الغائبة التي نحتاج جميعا أن نتعلمها... أشكرك جدا على تحيتك وما نجيلكش ف حاجة وحشة... وأشكر الله على نعمة عدم الرياء والاتساق مع ذاتي ومع ما أؤمن به وربنا بس يحفظني بعيدا عن التلون والمنافقة واللعب على كل الحبال
===================
أخي العزيز أحمد عبفتاح
مش عارف بجد أشكرك إزاي على محبتك واهتمامك... وبجد وجودك كان فارق أوي معايا بعد ما خرجت امبارح... طبعا أنا لو كانوا قطعوني ما كنتش هاجيب سيرتك في التحقيق ولا كنت هاقول إنك انت اللي جندتني ولا كنت هاقول أنا في أنهي أسرة وبنجتمع يوم الاتنين الساعة كام ولا أنهي شعبة... ولا عشر شلاليت كانوا يخلوني أعترف عليك إنت والإخوة... يمكن من الشلوت الحداشر كنت هابخ كل حاجة وابيعك إنت والمرشد نفسه كمان... ههههههههه.... عمت مساءا بقى مدام صباح الخير بتاكل معاك عادي... ههههه وكيف حال اللات والعزة؟؟
انا مش لاقيه كلام يا مينا!! احيانا الصمت معبر اكثر
حمد الله على سلامتك
.......
ونفسي اقول حمد الله على سلامة مصر في يوم
حزينة جدا ولا اجد كلاما يقال
ولكن كل هذه التجارب تزيدكم قوة
يعني احاول اتعلم قبل ماروح مظاهرة
:)
الحمد لله على سلامتك يامينا
بجد اتخضيت عليك أنت ومالك وجيمى بس أكيد التجربة دى علمتك حاجات كتييير هتستفيد منها فى آخر لقاء للحرية يوم 25 فى ميدان التحرير
ربنا يستر علينا كلنا
مينا
حمد الله على سلامتك
كلام توتا والنديم في تعليقاتهم قطعني ، حسسني إحساس غريب
بجد شكرا للنديم وتوتا وراندا وكمان احمد عبد الفتاح على القعدة الحلوة يومها بالليل والعشوة كمان
هشام طليب
الأخ العزيز / الحاج جرجس :
عدت اليوم فقط من رحلة عمل دامت أحدى عشر يوماً ، و أحاول سريعاً ان أقفز من موقع لأخر و من مدونة لأخرى لألم بما فاتني و لم أكن أنوي التعليق خصوصاً و أنك ربما قد فهمت الأن أنني لا أعلق لمجرد التعليق أو لأثبات الوجود و لكن أعلق عندما يستفزني شئ ما حتى لو كان هذا الشئ ما تافة من وجهة نظر الأخرين .
ما أستفزني في مقالتك هذة هو قولك أنك كنت تدعو اللة أثناء محبسك و خطر لك أن اللة حزين لما يحدث في مصر .
أولاً قبل أن أسترسل دعني أقول لك كفارة يا وحش ، و بقدر ماهي عبارة ساخرة تتصنع المرح بقدر مابها من حزن دفين .
دعني أعود لما كنت أعلق علية و لماذا أعلق ، قلت أن اللة حزين لما يحدث في مصر ذكرتني غبارتك هذة بمشهد من فيلم Tears of The Sun لبروس ويليس لا أعرف أن كنت قد شاهدتة أم لا ، الفيلم يتحدث عن مذابح التطهير العرقي في رواندا في بداية و منتصف التسعينات و فرقة من قوات العمليات الخاصة جداً المتخصصة في الأعمال القذرة بقيادة بروس ويليس يجب عليهم أنقاذ شخص أوروبي من هناك طبيب على ما أعتقد لا أتذكر التفاصيل الأن بالضبط ، و لكن أحد أعضاء فريقة قال لبروس ويليس أين اللة مما يحدث و هل يرضية هذا لابد أنة غاضب جداً ذكرني هذا بقولك يا مينا و لكني سأرد عليك بنفس الرد الذي رد بة ويليس على جندية "God Let Africa long time ago" و بالقياس على ذلك يا مينا أقول لك "اللة قد رحل عن مصر من زمان"
أستغفر اللة العظيم من كل ذنب عظيم .
إرسال تعليق