وائل عبد الفتاح فارس "الفجر" الشريف... أين أنت؟

وائل عبد الفتاح فارس ÷الفجر× الشريف... أين أنت؟

في زمن عزت فيه الرجال وصار فيه الخصيان هم أصحاب الصوت الأعلى لا يمكننا أن نقبل ولا أن نستوعب كيف ولماذا يختفي أحد آخر الرجال المحترمين في بلاط صاحبة الجلالة وهو الصحفي "الكبير" والفارس النبيل وائل عبد الفتاح. جميعنا نتذكر الدور الذي لعبه وائل عبد الفتاح في فتح ملف قضايا التعذيب وفضح ممارسات الشرطة السادية في التعامل مع المواطنين. وائل هو الذي فتح ملف الضابط الشاذ الذي انتهك كرامة المواطن أمجد حسين في "كمين الزعفرانة" وهو صاحب القضية الأشهر في قضايا التعذيب، قضية عماد الكبير واغتصابه بعصا مقشة على يد نقيب الشرطة إسلام نبيه وأيضا الكشف عن هوية الضابط مصطفى شحاتة ضابط قسم الهرم مرتكب فضيحة كليب الصفعات وكلا الضابطين الأخيرين أحيلا إلى القضاء مؤخرا. ملف قضايا التعذيب والانتهاك في وزارة الداخلية أسماه وائل عبد الفتاح قضية التنظيم السري للتعذيب في الداخلية، تلك القضية التي أثارت الرأي العام ليس على المستوى المحلي فقط بل وعلى الصعيد الدولي أيضا حيث اهتمت المنظمات الدولية ووكالات الأنباء العالمية بقضايا التعذيب في مصر والتي كان لوائل عبد الفتاح الدور الرئيسي في الكشف عن الكثير منها.

وائل عبد الفتاح فجأة اختفى من جريدة الفجر التي كان يعمل بها وينشر من خلالها ملفات التعذيب والفساد في مصر. لماذا توقف وائل عبد الفتاح عن الكتابة بالفجر؟؟ وما هو السر وراء هذا الاختفاء المفاجئ؟ أثناء حملة كشف ملفات التعذيب كانت ثمة ضغوط مرعبة على وائل لإرغامه على إيقاف حملته ولكنه لم يرضخ لضغوط ولا لتهديدات واستمر يفضح العديد من عناصر التنظيم السري للتعذيب بوزارة الداخلية غير عابئ لا بتهديد ولا بترهيب. وائل نموذج للصحفي الشريف الذي يقول الحق بشجاعة ولا يخش في قولة الحق لومة لائم. هل مورست ضغوط معينة على جريدة الفجر لإجبار وائل على الرحيل والتوقف؟ أهي صفقة للتخلص من صحفي شريف في زمن أغبر صار وجود الشرفاء فيه مصدر تهديد لكل من على رأسه "بطحة"؟

أسائل الأستاذ الصحفي الكبير عادل حمودة – رئيس تحرير الفجر - لماذا توقف وائل عن الكتابة بالفجر؟ هل وجوده صار يشكل خطرا على بعض الفاسدين وصارت الجريدة لا تحتمل وجود "مشاغب" شريف مثل وائل؟ وأسأل الأستاذ وائل عبد الفتاح نفسه... أين أنت يا رجل؟ إننا نفتقد قلمك ونفتقد شجاعتك ومجاهرتك. قل لي أين نجدك لكي نرتحل وراءك حيثما تذهب... فأنت قيمة تستحق السعي خلفها بل والحرب لأجلها فأنت ممن ينطبق عليهم كلام أمل دنقل "أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد وسواك.. المسوخ!"

يقول البعض كلاما غير مؤكد أن سبب ترك الأستاذ وائل عبد الفتاح لجريدة الفجر كان خلافه الشديد مع إدارة الجريدة بسبب الإعلان المستفز الذي وضعته الجريدة على صفحة كاملة للدكتور هاني سرور – عضو مجلس الشعب المتهم في قضية الدم الملوث وفلاتر غسيل الكلى الفاسدة – والذي كان يهنئ فيه هاني سرور الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد واعتبره دعاية فجة ومحاولة من رجل الأعمال المشبوه لتلميع وجهه بفلوسه على صفحات الجريدة التي يحترمها الكثيرون وخصوصا أن الإعلان تزامن مع فضيحة الدم الملوث المتورط بها السيد النائب هاني سرور ورفضت الجريدة أن تكتب في الموضوع اللهم إلا كتابتها موضوعا فيه غمز ولمز ضد النائب حيدر بغدادي – الذي أثار قضية الدم الملوث وشركة هايديلينا المملوكة لهاني سرور تحت قبة البرلمان – وأتى الموضوع الذي نشرته الفجر باتهامات مبطنة لحيدر بغدادي تطعن في ذمته المالية وتلمح أنه ليس فوق مستوى الشبهات.

هل هذا هو سبب ترك وائل عبد الفتاح للفجر؟ أم أن ثمة ضغوط أمنية مورست لإزاحة الرجل من الساحة عقابا له على فتح ملفات التعذيب في الداخلية؟ وهل استقال وائل بالفعل من الفجر أم أقيل؟ العديد من علامات الاستفهام وأيضا علامات التعجب في هذه القضية الشائكة. وأخيرا هل يتكلم وائل عبد الفتاح ويكشف أسباب "غيابه" عن الفجر على مدى الأسابيع الأربع الأخيرة؟ أم يتكلم الأستاذ عادل حمودة الصحفي القدير الذي نحترمه ونقدره ويضع حدا للتكهنات والشائعات المحيطة بغياب وائل عن الفجر؟ أسئلة ستكشف عن إجاباتها الأيام القادمة وربما التعليقات على الموضوع.

وفي النهاية أقول لوائل عبد الفتاح... تحية من جديد لك يا رجل اختار أن يكون رجلا فاكتسبت المصداقية لدى الجمهور وأحبك القارئ واحترمك. شكرا لك لأنك وائل عبد الفتاح.