يا شباب يا مدونين ويا مدونات
صديقي العزيز عمر قناوي خرج أخيرا عن صمته البليغ
وتكلم في حوار شامل أجرته معه جريدة الوفد صباح أمس
وقد اهتمت كالعادة جميع وكالات الأنباء بحوار فخامة السيد النديم
وكالعادة كانت تصريحاته تاريخية وحواره موضع إشادة القاصي والداني
وتصريحاته النارية كانت كسهام نارية تصيب كبد الحقيقة وكانت كمبضع الجراح الذي يصل إلى موطن الداء ويشخص له العلاج الناجع
عمر قناوي أعلن بدء المقاومة
ومن هنا نقول لسيد المقاومة عمر قناوي
نحن معك يا سماحة السيد عمر قناوي
في مقاومتك المشروعة ضد القبح والعفن والعطن والجهل والغباء
نحن معك في خندق واحد
فسر على بركة الله
واخترناه وبايعناه واحنا معاه لماشاء الله
إليكم الحوار نقلا عن جريدة الوفد الصادرة صباح الأمس الاثنين التاسع من أكتوبر 2006
(الكوبي رايتس محفوظة طبعا لجريدة الوفد مع اعتبار إنه في بلدنا الكوبي رايت معناه إتس رايت تو كوبي)
تجارة الكتب حببت إليه القراءة ونشطت وعيه السياسي: عمر قناوي: أتبني مشروعا للمقاومة بترويج الفكر الجاد
فارس سعد:
يعرف غالبية المثقفين، خاصة في منطقة وسط البلد في القاهرة عمر قناوي مدير احدي المكتبات يترددون عليه في المكتبة، يطالعون آخر الاصدارات، من الكتب التي تتميز بسمة خاصة من الجدية، يسألونه عن اخبار الانشطة الثقافية، يصادفونه علي المقاهي المنتشرة في وسط البلد ويترددون عليها، يقابلونه في المظاهرات التي تندلع في مناسبات مختلفة، تطوف بشوارع القاهرة، وهو يشارك فيها بكل حماس، عمر قناوي يبلغ من العمر 30 سنة، خريج كلية الآداب قسم تاريخ، جامعة عين شمس، دفعة 1999.
عن بداية علاقته بالكتب يقول:علاقتي بالكتب ورثتها عن والدي، كان عنده هوس بالقراءة، ولديه مكتبة كبيرة، وبدأت البحث عن الكتاب، والانتباه لقيمة المعرفة، وانا عمري 11 سنة، حيث أخذت اتردد علي المكتبات العامة، وأشعر بالتميز بين اقراني الذين لايقرأون.وكنت أنفق جزءا كبيرا من دخلي علي الكتب، ومن الذكريات الطريفة التي أتذكرها واعتز بها أنه منذ عدة سنوات كنت في ميدان المطرية ووجدت عند بائع الكتب كتاب »المدينة الفاضلة عبر التاريخ« وكان ثمنه ثلاثة جنيهات، وكان كل ما معي من نقود ثلاثة جنيهات والربع، فاشتريت الكتاب، ثم عدت الي منزلي سيرا علي الأقدام من ميدان المطرية، حتي حدائق القبة.
ويواصل:في المرحلة الجامعية عملت في مكتبة سندباد، وكنت وقتها في السنة الثانية بكلية الآداب تعرفت علي واحد من الشركاء وشعر اني الشخص المناسب لادارة المكتبة، وهذا المكان وفر لي القراءة مجانا ومع الوقت شعرت انه من المهم ان يسهم الفرد في تأسيس مكتبة جادة، تقدم كتبا تثير الوعي، والفكر الجاد، واعتبرت ان هذا مشروع مقاومة للانهيار الذي نواجهه.مشروع مقاومة ضد نماذج من الكتاب مثل نبيل لوقا بباوي، وسمير رجب وكتب مثل عذاب القبر، والسحر، والجن.
و
.يقول عمر:من هنا جاءت شهرتي في الوسط الثقافي حيث ارتبطت في البداية بالمكتبة، ومن خلال علاقتي بالمثقفين، كما ان علاقاتي بالوسط الثقافي ترجع ايضا الي قيامي بالكتابة في الصحف، واقوم باعداد البرامج التليفزيونية.إلي جانب أنني أمارس النشاط السياسي في الشارع، وقد بدأ هذا النشاط، بعدما لفتت القراءة انتباهي للسياسة، وبعدما قرأت، كان لابد أن أعبر عن موقفي، وقد تعرضت لتجربة الاعتقال بسبب ممارستي للسياسة مثلما يحدث للعديد من أبناء الشعب المصري، في ظل هذه السلطة، وأزهي عصور الديمقراطية
* ماهو اتجاهك السياسي؟ انا يساري، وقد جذبني لليسار القيمة الإنسانية، وفكرة العدالة للجميع، وإلغاء التمييز الطبقي، وتأثرت ببعض الشخصيات مثل صنع الله إبراهيم، وعبدالرحمن خير، ودكتورة امينة رشيد.
وما هي الكتب التي تأثرت بها؟من الكتب التي تأثرت بها، »سيبرأني التاريخ« وهو مرافعة الرئىس* الكوبي »فيدل كاسترو« عن نفسه بعد فشل انقلابه، وعدد من مجلة »المواجهة« عدد خاص عن سليمان خاطر حيث تأكدت من كذب الدولة التي اشاعت فكرة انه انتحر، وكتاب لرسومات ناجي العلي تعلمت منه دور الشىء البسيط في فعل المقاومة، بالاضافة لروايات مثل: رواية »ذات« لصنع الله ابراهيم وهي اشبه بالوثيقة علي فترة السبعينيات والثمانينيات بالاضافة لروايات كتاب آخرين مثل: بهاء طاهر ورضوى عاشور.اما علي مستوي الروايات الاجنبية فقد تأثرت برواية »الحمامة« لباتريك زوسكيند، وهي رواية عن شخص يجد صعوبة في التكيف مع العالم، وقصص قصيرة لماركيز، ودواوين للشعر الفلسطيني محمود درويش، والمتنبي، وغيرها من الكتب والكتاب الآخرين.
*.......؟ـ الدولة تتعامل مع الكتاب باستخفاف من حيث تأثيره علي الرأي العام، حيث مازال تأثيره محدودا، وذلك بالطبع يرجع الي ارتفاع نسبة الامية، التي هي في مصلحة هذا النظام، والا من اين يأتي ايضا بجحافل الامن المركزي، والسلطة تري ان الحركة طالما في اطار النخبة، فلا خوف علي النظام منها، ولكن لو مكتبة مثل التي اديرها توجد في حي شعبي، كانت السلطة ستتعامل معها بشكل مختلف.وأري ان الموضوع مثل الاواني المستطرقة، سينما جادة، وكتب جادة، وصحافة جادة، وسوف يؤدي كل ذلك الي رأي عام جاد، يؤدي الي تفتيت سلطة وفاعلية المؤسسات الصحفية، وقنوات التليفزيون، التي تعمل علي تشكيل الرأي العام لحساب هذا النظام.
* وعن رأيه في الواقع الذي تعيشه مصر حاليا يقول:
ـ بحكم كوني دارساً للتاريخ أري اننا نعيش في مصر في عصر انحطاط، في كل شىء، والفساد هو قانون الدولة، ولكن هناك بوادر ايجابية كثيرة، منها نزول الناس الي الشارع، وانكسار حالة الخوف من الامن، وضياع هيبته، وسوف ينزل الناس الي الشارع باعداد كبيرة مع تزايد الازمة وعنف الامن مع الناس دليل علي افلاس النظام وضعفه، وهذا العنف لن يحمي الحكام، لان النظام الذي يسلم ادارة الدولة الي الاجهزة الامنية، ويعتمد عليها تماما، هو نظام انتهي نظام فرغ من العقول المفكرة، وكل العقول الجيدة تقف ضده، والوضع سوف ينفلت غصب عن النظام لان حجم الازمة أصبح أكثر منه وأقول للوطنيين في الاجهزة الامنية بكافة مسمياتها إن لكم فيما حدث لنظام صدام حسين، وجنرالات حزب البعث عبرة، ولكني اظنهم لن يعتبروا بسبب غرور القوة، التي لاتعتبر الا بالانكسار، وساعتها تظهر مدى تفاهتها وهوانها ودونيتها.
* ما الذي استفدته من الكتب؟
استفدت من الكتب قيمة الاحترام، المعرفة تعطيك احتراما، وكلما كنت ضد السطحية تبدو انك تخسر، ولكنها تعطيك احترام الناس والاحساس بالرضا.