ـ
النديم والحاج جرجس يطالبان بحماية حقوق المدونين
ـ
ـ
برنامج شارع الكلام على النيل الثقافية يطرح قضية ضم المدونين إلى نقابة الصحفيين
وحماية ملكيتهم الفكرية من سطو بعض الصحفيين على المدونات
ـ
كتب الحاج جرجس:ـ
ـ
أمس الأول أرسلت إلي توتا رسالة قصيرة مفادها " عمر عايزك تكلمه ضروري"... تأخرت في فتح الرسالة والتجاوب مع محتواها... المهم اتصلت بعمر الساعة السادسة مساء الأمس الأربعاء لأجده يقول لي "البس وتعالى لي دلوقت... هنروح نصور في التليفزيون في قناة النيل الثقافية في برنامج بيتكلموا فيه عن التدوين والمدونات"ـ
ـ
ـ
وصلنا موقع التصوير بالمقطم وفوجئت بأن البرنامج هيتذاع على الهوا ومش هيكون مسجل... الواد عمر كان عارف وما قاليش على حكاية الهوا دي... أصل الهوا دا كله مشاكل يعني تخيل مثلا الجلالة خدتك ع الهوا وروحت قايل بقين جامدين شوية ... ساعتها تخرج من ع المقطم على لاظوغلي على طول... أو مثلا وانت ع الهوا طلبت معاك تهييس ومحدش عرف يلمك برضه تبقى الليلة ضربت يا معلم ومش بعيد يستعملوا معاك عصاية المقشةـ ـ
ـ
ـ
قبل التصوير المُعِدَّة (بضم الميم وكسر العين بعيد عنك) بتسألني وحضرتك يا دكتور اسم مدونتك إيه؟ طبعا بتلقائية بلهاء أجبتها في ثقة: "كفاية حرام دوت بلوج سبوت دوت كوم"... طبعا البنت صدمت وقالت لي خلاص بلاش تقول اسم المدونة ع الهوا... قلت لها "لأ ما انا خلاص غيرت الاسم وخليته لسة فيه أمل" حسيت إن البنت ارتاحت وقالت لي أهو دا معقول...ـ
ـ
يلا مش فارقة كفاية حرام ولا لسة فيه أمل فكما قالهاعرفة الشواف في وجهة نظر... "والله.. والله ما بتفرق معانا الأسماء"ـ
ـ
ـ
البرنامج كان اسمه "شارع الكلام" والموضوع اللي كانوا مستضيفينا عشانه كان عن التدوين والمدونين وهل يحق لنا كمدونين المطالبة بعضوية نقابة الصحفيين. الضيف الذي كان يمثل جبهة الصحفيين كان الأستاذ محمد عبد الحافظ نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار وكان من المفترض أن يحضر أيضا الأستاذ جمال فهمي ممثلا عن نقابة الصحفيين لكنه اعتذر ولم يحضر.ـ
ـ
المذيعة الجميلة نهى توفيق افتتحت الفقرة بمقدمة جيدة تحدثت فيها عن المدونات باعتبارها "صحافة شعبية" في ثوب إلكتروني وأنها (أي المدونات) انتقلت من كونها في الأساس وسيلة للفضفضة والتنفيث إلى أن أصبحت مساحة حرة للتعبير بلا قيود ولا محظورات تقليدية يمكنها فتح كل الملفات ومناقشة جميع الموضوعات من كافة الأبعاد بما جعلها مصدرا صحفيا هاما حتى صارت الكثير من وكالات الأنباء والقنوات الفضائية تنقل عنها باعتبارها مصادر هامة تصف ما يحدث في مصر الآن، بل وصل الأمر إلى أن العديد من الصحفيين صاروا ينقلون موضوعات من المدونات لتنشر في جرائدهم دون حتى الإشارة إلى مصدر الموضوع وإحقا الحق لصاحب المدونة المنقول عنها وشبهت حال المدونين في ظل عدم تمتعهم بحماية حقوقهم الفكرية بالقطار الذي يسير دون قضبان، ومن ثم فقد طرحت مدى أحقيتنا كمدونين في أن يكون لنا تمثيل داخل نقابة الصحفيين أو حتى تأسيس نقابة أو كيان مستقل لحماية المدونين وحماية حقوقهم الفكرية ـ
ـ
المذيعة الجميلة نهى توفيق ومقدمة جيدة لموضوع مهم
ونائب رئيس تحرير الأخبار يعدد أسباب عدم ضم المدونين للنقابة
بدأ الأستاذ محمد عبد الحافظ نائب رئيس تحرير الأخبار حديثه بأن عَدَّل للمذيعة ما قالته من أن المدونات قطار بلا قضبان ليصفنا بأننا قطار بلا فرامل ولا قيود ولا ملتزمين بميثاق الشرف الصحفي ولا محاذير مما يلتزم به الصحفيون في الصحافة التقليدية... وفي رده على الطرح الخاص بإمكانية ضم المدونين إلى عضوية نقابة الصحفيين فقد علق بقوله أن هذا الأمر غير ممكن لأسباب قانونية بحتة فضم المدونين - يضيف عبد الحافظ - إلى النقابة يحتاج إلى تعديل تشريعي فالقانون الحالي لا يسمح بهذا... وأما عن حقوق الملكية الفكرية فهناك قوانين تحمي الملكية الفكرية بالفعل ويمكن لأي مدون تتم سرقة أعماله من أي صحفي أن يذهب بشكواه إلى نفابة الصحفيين ليشكو بحق من أتى هذه السرقة.... ولكن الأستاذ عبد الحافظ قلل من شأن الادعاءات بسرقة أعمال المدونين من قبل صحفيين بأن قال بأن هذا لا يحدث في الصحف الكبرى كالأهرام والأخبار والجمهورية وأي جريدة تحترم نفسها ـ
ـ
الزميل عمر قناوي يؤكد أن السرقات الصحفية
تحدث حتى داخل الجرائد الكبرى
توجهت الأستذة نهى بالحديث إلى عمر قناوي صاحب مدونة النديم وقد أكد عمر - الذي هو أصلا صحفي- بأن سبب توجهه للتدوين هو أن الصحافة التقليدية لا تتيح المساحة الكافية من الحرية بالإضافة إلى المحاذير والقيود التي تضعها كتدخلات رئيس التحرير أو الديسك وغيره. وكان تعليقه على قول عبد الحافظ بأن مثل هذه السرقات لموضوعات المدونين وأفكارهم لا تحدث في الصحف الكبرى فقد أكد عمر للرجل أنها تحدث وأكثر من ذلك أيضا نشر أخبار غير صجيجة وأحداث لم تحدث أصلا وبينما نفى عبد الحافظ حدوث السرقات، فإنه لم ينف كتابة أخبار غير صحيحة وأمور لم تحدث!!ـ
ـ
أكد عمر كذلك على أن المطالبة الأساسية للمدونين ليس عضوية النقابة في حد ذاتها بل حماية أفكارهم وموضوعاتهم من السرقة وإقرار حقوق الملكية الفكرية لهم. ركز عمر على فكرة أن المدونين وعالم التدوين في مصر يشهد نقلة نوعية وتطورا كبيرا بدليل حصول المدونين المصريين في كل سنة على جوائز دولية في الاختبار والمفاضلة بين أفضل المدونين على مستوى العالم، وكذا رد الفعل الضخم الذي تشهده الموضوعات التي تثيرها المدونات. وفي إطار رده على فكرة انضمام المدونين إلى نقابة الصحفيين فقد أيد قناوي حق المدونين في أن يكون لهم اليوم كيانا يحمي حقوقهم وليكن كيانا نقابيا بسبب ما حققته بعض المدونات الناجحة التي تقدم خدمات صحفية حقيقية ـ
ـ
وفي ذات السياق تحدث الحاج جرجس صاحب مدونة لسة فيه أمل عن أن الموضوع له بعد عام وهو المدونات عموما وتأثيرها ودلالاتها وسبب إثارة كل هذا الحديث والجدل حول التدوين والمدونات وكيف أن المدونات حققت سبقا صحفيا في العديد من الموضوعات التي أثيرت فقط على المدونات - وقد أضافت نهى توفيق بقولها أن هذه الموضوعات لم تثر بصراحة وبشفافية إلا من خلال المدونات- ومن ثم فالتركيز الأساسي يعود إلى ما يميز المدونات والعمل التدويني ألا وهو غياب القيود التي تكبل الصحافة التقليدية ....ـ
والحديث عن الفرامل والقيود والمحاذير هو ما انتقده الحاج جرجس في كلام الأستاذ عبد الحافظ من أن كلامه ركز بالأساس على كلمات مثل أن القطار بلا فرامل وبلا قيود وكأن التركيز الحقيقي لدى التقليديين هو وضع القيود وفرض المزيد منها على المدونين الذين لا توجد لديهم مثل هذه القيود... ومع الإقرار بالفعل بصحة مصطلح الصحافة الشعبية وإطلاقه على العمل التدويني - يضيف الحاج جرجس-... فيصير طبيعيا أن نطالب كصحافة شعبية بحماية حقوق ملكيتنا الفكرية ليس من خلال اللجوء إلى القضاء -كما يطرح الأستاذ عبد الحافظ- بل من خلال آلية مستمرة تضمن لي هذه الحقوق وهو ما يتوفر من خلال الكيان النقابي ... ـ
ـ
الحاج جرجس محتجا: كل ما يهمكم هو القيود؟؟
وقد أوضح الحاج جرجس عدم صحة أخذ المدونات كحزمة واحدة دون تفريق وتصنيف... فليست كل المدونات ذات طبيعة صحفية بمعنى التوجه الإخباري أو التحليلات الفكرية والسياسية... فالبعض يدون لمجرد الفضفضة وكتعبير عن نفسه فمثل هذا الشخص لا يمكننا اعتباره صحفيا لمجرد امتلاكه لمدونة فالمدونة ما إلا وسيط لا أكثر... فأن يكون لديك مدونة ليس إلا كأن يكون عندك إيميل... ولكن في الوقت ذاته ثمة مدونات هامة ذات توجه صحفي لا يمكن سوى أن نصفها بأنها تقدم صحافة حقيقية - وهو ما كان قد أكده عمر قناوي بالفعل- ومثل هذه المدونات هي ما تحتاج إلى كيان نقابي يكفل ويضمن حماية الملكية الفكرية لهؤلاء المدونين الذين يتميزون بالتأثير الواسع والتعبير الصحفي بلا قيود ـ
ـ
وعقب الأستاذ محمد عبد الحافظ بأن ثمة فرامل وقيود شرعية كميثاق الشرف الصحفي ... وأوضح أن القانون في الأساس يُسن لأجل غير الأسوياء فالأسوياء لا يحتاجون إلى قانون وأنه يؤيد بالفعل أن يكون للمدونين كيان قانوني وإن كان ليس بالضرورة أن يكون هذا الكيان هو نقابة الصحفيين ـ
ـ
وفي إشارة إلى الأحداث العديدة التي أثارتها المدونات بشكل حصري عقبت الأستاذة نهى بأن المدونين يناقشون ويفتحون بشفافية وصراحة موضوعات يتناولونها من كافة جوانبها وهذه الموضوعات قد تحاول الصحافة التقليدية والمجتمع كله التعتيم عليها. وفي ترجيح لكفة الصحافة الشعبية على التقليدية أقرت نهى بأن الأخيرة تميزت بسبب القدر الأكبر من الحرية الذي يعد ميزة للمدونين غير متاحة للصحافة والإعلام القليدي ـ
ـ
وهذه الميزة هي ما سألت عنها الأستاذ عبد الحافظ الذي أجاب بتلقائية بأن الميزة هي أن المدون يكتب ما يشاء!! ـ
ـ
أشارت نهى هنا أن المدون قيوده وحدوده تنبع من داخله ولا تفرض عليه
ـ
بينما أشار عبد الحافظ إلى الفوضى التي تنجم عن ذلك كأن تنشر صور غير لائقة
ـ
تعقب نهى بأنه ليس ثمة خطوط حمراء يحظر على المدون تناولها
ـ
في السياق نفسه انتقد الأستاذ عبد الحافظ الحاج جرجس في قوله بتقسيم المدونات إلى مدونات خبرية ومدونات رأي والخبري منها هو ما يمكن ضمه للنقابة وغير الخبري لا ينطبق عليه ذلك... وعلق بأن هذا سيؤدي إلى فوضى... فبالقياس إلى الصحافة التقليدية لا تقسم الصحف إلى خبرية أو صحف رأي... بل بمجرد التحاق الصحفي بصحيفة ما يصير عضوا في نقابة الصحفيين... ولو طبقنا هذا على المدونين فإن كل صاحب مدونة سيصبح عضوا في نقابة الصحفيين وده ما ينفعش... ـ
يتدخل قناوي في الحوار ليوضح أن الحاج جرجس لم يكن يقصد هذا على الإطلاق .... بل أن كل ما نقصده هو وضع معايير محددة يتم تطبيقها على المدونات التي تقدم بالفعل خدمات صحفية حقيقية وهو ما لا ينطبق على كل المدونات فثمة أنواع لا تعد ولا تحصى من المدونات ... ولكن من بين المدونات ما يُنظر إليه محليا وعلى مستوى العالم باعتبارها مصدر خبري مهم يصف بدقة ما يحدث في مصر.... ـ
ـ
تضيف نهى أنه حتى وكالات الأنباء ومحطات التليفزيون العالمية تنقل عن المدونات وتأخذ أخبارا عنها كمصدر إخباري رئيسي
ـ
وهنا يعقب الحاج جرجس ضاربا المثل بمدونة كـجريدة الوعي المصري الإلكترونية التي يحررها الزميل وائل عباس والتي أصبحت بالفعل مصدرا خبريا مهما على المستوى المحلي والدولي
ـ
تقاطع نهى ضاحكة: هذه المدونة عاملة مشاكل كتيرة على الإنترنت وبرة الإنترنت
فيقول عبد الحافظ تلقائيا: هي دي اللي فجرت أخبار أحداث وسط البلد
فتضيف نهى: دا الكلام أيضا كان معاه الصور كمان
ـ
وفي تعقيبه على دور المدونات في الكشف عن أحداث وسط البلد عقب الحاج جرجس أنه في تلك الواقعة تحديدا كان أن تصادف وجود الزميل وائل عباس ومعه سبعة أشخاص بينهم مصور لوكالة رويتر ومصور بجريدة مستقلة ومدونين آخرين في موقع الأحداث وصوروا ما حدث وعلى الرغم من أنهم لم يستطيعوا الوصول والدخول داخل الدوائر البشرية التي كانت تصنع من المتحرشين للإحاطة بمن يتحرشون بهم إلا أنهم كتبوا وأثاروا الموضوع في الدنيا كلها... والنهاردة بينزلوا فيديو جديد لتحرشات حصلت في احتفالات كاس الأمم الأفريقية بحيث يصدق من لم يصدق أن هذه الأشياء لا يمكن أن تحدث... ويضيف أن مثل هذه النماذج لمدونين مثل وائل أو مالك أو شرقاوي صار لها اعتبارا تخطى حدود المحلية إذ تُقرأ على مستوى مصروالعالم الخارجي كمصدر خبري يظهر ما يحدث في مصر الآن... ـ
ـ
وفي ختام الفقرة تسأل نهى عمر قناوي ما إذا كان في النهاية يطالب بتأسيس مؤسسة ما تحمي حقوق المدونين الفكرية أو أنه يطالب بضم المدونين إلى نقابة الصحفيين؟
ـ
عمر يؤكد: كل ما نطلبه هو إعادة النظر والاعتبار للمدونين
أكد عمر أن حماية حقوق الملكية الفكرية للمدونين هو أمر في غاية الأهمية ولكن النقطة الأخرى هي أنه إذا كانت الدوائر العالمية تنظر إلى كثير من المدونات المصرية والمدونين المصريين بالتقدير فلابد أن تنظر النقابة تحديدا بعين الاعتبار كذلك إلى هؤلاء المدونين فهذا هو القصد وليس القصد إجمالا ضم جميع المدونين لنقابة الصحفيين فبالطبع نحن لا نطالب بهذا الأمر وهو مستحيل ـ
ينتهي وقت الفقرة وتشكر المذيعة ضيوفها:ـ
الأستاذ محمد عبد الحافظ نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار
الأستاذ عمر قناوي صاحب مدونة النديم
والدكتور مينا زكري صاحب مدونة لسة فيه أمل
ـ
ملحوظة:ـ
بعد كتابة هذا البوست قرأت في المصري اليوم موضوعا عن نفس القضية... يبدو أن الأمر بدأ يأخذ زخما إعلاميا أراه ضروريا ومواكبا للأهمية التي بدأ العمل التدويني يكتسبها كأحد الوسائط الإعلامية الحديثة التي تفتح أفاقا غير محدودة أمامنا كأشخاص عاديين جدا لنا اهتمام بالشأن العام ونريد أن نعبر عن هذا الشأن وأن نطرح جميع القضايا دون محظورات ودون قيود ولكن في إطار من الالتزام بأساسيات ومعايير المصداقية والنزاهةـ
وأنقل عن المصري اليوم هنا أراء بعض من تكلموا عن موضوع المدونين وتمثيلهم نقابيا:ـ
الأستاذ سلامة أحمد سلامة قال:ـ
ومن الوسط الصحفي يري الكاتب الصحفي سلامة أحمد سلامة أن ظاهرة المدونات والمدونين ليست بجديدة وتوجد في العالم كله ولعبت دوراً مهماً جداً خاصة في الفترة الأخيرة أثناء حرب العراق، لأنهم كانوا ينقلون ما يحدث داخل الحرب إلي العالم الخارجي. إلا أنه من الناحية الصحفية يصعب التأكد من صحة ما يقال في هذه المدونات خاصة إن تعلق الأمر بحقائق أو بيانات إلا إذا نزل الصحفي بنفسه وتأكد مما تم طرحه في تلك المدونات. لذلك لا نأخذ المدونات علي أنها حقائق نهائية أو ثابتة إنما هي دائما مشكوك فيها.
وعن المطالبة بمساواة المدونين بالصحفيين والسماح لهم بالانضمام إلي نقابة الصحفيين، يقول سلامة: لا يجب عليهم أن يفكروا في ذلك بأي شكل من الأشكال لأن تطبيق ذلك من الممكن أن يجعل أي شخص بدون أي مؤهلات يلتحق بالمهنة. فالمدونات بعيدة تماما عن قيم وضوابط العمل الصحفي والإعلامي، مضيفا أنه من الممكن أن يستعين الصحفي بهذه المدونات، بحيث يطلعون علي ما جاء فيها ثم يقومون بالتحقق منه. فمسؤولية الصحفي ألا يأتي بمعلومة لم يتحقق منها.
وأما عن الموقف داخل النقابة نفسها وتحديدا لجنة القيد:ـ
وعلي العكس من ذلك، يري الصحفي جمال فهمي، عضو لجنة القيد في النقابة أن المدونين هم مجموعة من الشباب النشط الذي يستخدم وسائط الاتصال الجديدة بكفاءة عالية لإثارة القضايا المهمة وكثيرا ما يتحقق لهم السبق بالمعني المهني والصحفي وكثيرا ما ينشرون بيانات ومعلومات لم تنشر حتي في الصحف. وبالتالي فهم يقدمون خدمة صحفية ممتازة.
ولا يمانع فهمي في اعتبار المدونين صحفيين إضافة إلي التحاقهم بالنقابة قائلا: «يجب علينا أن نعترف بأن الصحافة الإلكترونية أصبحت واقعا وحقيقة قائمة فعلا، فهناك صحافة جادة حقيقية علي شبكة المعلومات الدولية. ويطالب بسن تشريع جديد يجعل ممارسي الصحافة الإلكترونية أعضاء في نقابة الصحفيين. مؤكدا أنه في ظل القانون المعمول به حاليا في النقابة هناك استحالة لانضمامه». فنحن في حاجة إلي تعديل تشريعي.
ومن المدونين أنفسهم تنقل الجريدة عن أحدهم:ـ
البراء أشرف صاحب مدونة «وأنا مالي» لا يعتبر المدونين صحفيين إنما ينتمون إلي ما يسمي «صحافة المواطن» وهو اتجاه إعلامي موجود في جميع أنحاء العالم. حيث يسير المواطن بكاميرا الموبايل، يصور الأحداث التي تجذبه ليضعها علي مدونته بعد ذلك ليقدم شهادته الحية علي الأحداث . فهو لديه وعي إعلامي لكنه ليس بالضرورة صحفياً.
ويدعو البراء الحركات السياسية إلي الاستفادة من المدونات حيث تطرح المدونات أفكاراً ذات طابع مختلف، أفكاراً بديلة تتميز بأنها خارج ما هو سائد، مثل فكرة كنس السيدة التي طرحتها المدونات ونفذتها الحركات السياسية. ويقول «المدونون ينقصهم الوعي السياسي والاجتماعي إلي جانب القدرة علي الحشد، فلا يستطيعون حشد عدد كبير من الأشخاص مثلما تفعل الحركات السياسية. فهي تحتاج إلي تدعيم واحتواء هؤلاء المدونين وتنفيذ أفكارهم».
واضح إن الموضوع مكمل والمناقشة والجدل سيبقيان مستمرين ـ